قبل أسبوع أو أكثر تحدث الزميل خالد السليمان عن مسلسل (حارة الشيخ) المزمع عرضه في رمضان، حيث استنتج من إعلانات المسلسل أنه قد يكون شبيها بالمسلسل السوري الشهير (باب الحارة)، ومن السابق لأوانه الحكم على المسلسل في هذا الجانب، ولكن بالطبع قد يكون هناك تشابه في الأجواء العامة للعملين لأن طبيعة الحارات في الحواضر العربية الكبرى مثل القاهرة ودمشق وحتى جدة متشابهة في الشكل العام ومختلفة في التفاصيل. وقد أحسن الزميل السليمان في تأجيل حكمه إلى ما بعد عرض المسلسل، ولكن بعض الإخوة في وسائل التواصل الاجتماعي أصدروا الأحكام قبل عرض أولى حلقاته استنادا إلى بعض الإعلانات ظنا منهم أنه يتناول مسألة مقاومة الحكم العثماني في الحجاز بشكل مغاير لوقائع التاريخ، وهذا غير صحيح - في حدود ما أعلم - فوجود العثمانيين في المسلسل هامشي ويمثل وجود السلطة - أي سلطة - التي تحاول ضبط الأمور بين وقت وآخر، أما مضمون المسلسل فيمكن تلخيصه في الصراع التقليدي بين الخير والشر. وقد يتساءل البعض لماذا يتناول منتجو الدراما العربية الحواضر ويتحاشون تناول تاريخ القبائل وبعض العائلات المهمة؟، والسبب هنا ليس له علاقة بفكرة التهميش المزعومة فتاريخ هذه القبائل معلوم في الجاهلية والإسلام، وهو أعلى وأعز من كل محاولة لتهميشه، ولكن ذلك يكون غالبا لتجنب الحساسيات الكبيرة التي قد يحملها هذا الموضوع، فكم من مسلسل توقف عرضه بعد حلقة أو حلقتين بسبب الاعتراض على بعض أحداثه التي تجيء أحيانا لضرورة درامية ليس لها علاقة بحقائق التاريخ. لا أعلم قد ينجح مسلسل حارة الشيخ وقد يحدث العكس فكل هذا سابق لأوانه، ولكنني أعرف أن الهدف الأساسي من إنتاجه هو فتح المجال للمواهب الفنية في المنطقة الغربية من كتاب وممثلين وطواقم فنية لتقديم ما هو أقوى وأهم في السنوات القادمة، وكي لا ينحصر الإنتاج التلفزيوني في منطقة أو منطقتين، كما أن نجاح التجربة قد يكون مشجعا لتكرارها في مناطق أخرى، حيث تبقى العديد من المواهب بعيدة عن الأضواء أو تضطر للعمل في بيئة مختلفة عن بيئتها الحقيقية.