رأت رئيس مجلس نادي الصم للنساء في جدة فايزة نتو عدم صلاحية المنقبات في العمل كمترجمات للإشارة. وعزت ذلك إلى حاجة الصم والبكم إلى تعبيرات الوجه ولغة الجسد. لافتة إلى أن على الراغبات العمل في هذه المهنة أن يدركن أن تعابير الوجه مهمة للتواصل. واعترفت نتو ل«عكاظ»، التي اعتزلت مهنة تدريس التاريخ قبل سنوات وتفرغت للترجمة، بمصاعب واجهتها في ترجمة بعض المفردات والمصطلحات إلى لغة الإشارة، مثل «الديموقراطية» والنصوص الشعرية. وروت مفارقات صادفتها في المهنة، منها ترجمتها ل«أحبائي الصم» ب«أنتم كاذبون»، ما دفعها للاعتذار!. فإلى الحوار: • كيف تعلمتِ لغة الإشارة؟ •• تعلمتها حين أسست نادي الصم للنساء عام 2002، بأمر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمير مكةالمكرمة آنذاك. • وكيف كانت انطلاقة النادي في جدة؟ •• في البدء عانينا لتوفير مترجمات نساء للنادي، ما دفعني لتنظيم دورات تدريبية لثلاث سنوات، استعنا خلالها بمترجمات من مصر والأردن وبعض دول الخليج، وللعلم مازالت المعاناة من نقص المترجمات مستمرة. • وما الصعوبات التي واجهتك كامرأة للعمل في هذا المجال؟ •• في البداية واجهت بعض الصعوبات مع الأهل، خصوصا أن تغطية الوجه تنافي شروط الترجمة بالإشارة، كونها تكسر التواصل مع الصم، فلغة الإشارة تحتاج إلى إشارات باليد والأصابع وتعبيرات بالوجه، إضافة إلى لغة الجسد، لذا فعلى الراغبات في العمل بهذه المهنة أن يدركن أن كشف الوجه ضرورة للتواصل مع الصم والبكم، ما يعني أن المنقبات لا يصلحن للعمل في هذه المهنة. • وما المصاعب التي تواجهك في الترجمة المباشرة؟ •• صعوبة ترجمة الإشارة تتمثل في توفير المعلومة بشكل عاجل، فقد يستخدم المتحدث بعض الإيماءات أو أبيات الشعر أو النكات أثناء حديثه، وهنا يعتمد المترجم على قدراته الخاصة لترجمة الحديث، ولا يمكن ترجمة كل كلمة على حدة، خصوصا إذا كان الضيف يتحدث بسرعة. • ما الدافع وراء تعلمك هذه اللغة؟ •• (تبتسم).. ابنتي هي الدافع وراء ذلك، مذ كان عمرها 14 عاما، حيث قابلت عائلة من الصم والبكم تتعامل بلغة الإشارة، فأعجبتها طريقة التواصل، وأصرت على التعلم، ما أثار حفيظتي للتعرف على هذه اللغة، وأثناء التحاقنا سويا بدورة للغة الإشارة، عرض علي المدرب فكرة افتتاح ناد للنساء، فوافقت على الفور، واستقلت من وظيفتي كمعلمة للتاريخ. • هل تذكرين موقفا طريفا خلال مشوارك؟ •• في بداياتي اصطحبني مشرف التدريب برفقة ثلاث فتيات من الصم، لزيارة مستشفى خاص، فانتهزت الفرصة وتحدثت مع الفتيات، للتعرف عليهن، وإذا بهن يغضبن فجأة، فيتدخل المشرف في الحال، ليخبرني أني أخطأت في ترجمة «الصم أحبائي» إلى «الصم كاذبون»، فاعتذرت، فيما أوضح لهن أنني ما زلت جديدة في المهنة، ولم أقصد الإساءة. • ما المفردات التي يصعب ترجمتها بلغة الإشارة؟ •• أصعب المفردات التي واجهتها كلمة (الديموقراطية) ما يدفعني لمحاولة شرحها بشكل أبسط، كما أنني أجد صعوبة في ترجمة الشعر والنثر والنصوص الأدبية كونها تستند إلى لغة بليغة ومحسنات بديعية. • وهل تختلف لغة الإشارة من بلد لآخر؟ •• نعم.. ليس هذا فحسب، فلغة الإشارة تختلف من منطقة لأخرى، ويعمل الاتحاد العربي للصم يعمل على توحيد ترجمة لغة الإشارة، ففي عام 2007 صدر القاموس الأخير لتوحيد اللغة، خصوصا أن أغلب الصم والبكم يتابعون التلفزيونات العربية.