تنبهت الشابة لطيفة الصنيع في سنوات طفولتها وهي برفقة والدتها لفتاة تحرك يديها يمنة ويسرة فاعتقدت لأول وهلة بأنها منهمكة في حديث ما غير أنها تنبهت ثانية أن حركات يد الفتاة تختلف تماما مع تعبيرها الجسدي وأدركت الطفلة لطيفة من والدتها أن الفتاة تعاني من الصمم.. منذ تلك اللحظة تصاعد اهتمام الصنيع بفئات الصم وأنجزت مشروعا في إمكانية تحويل لغة الصم والبكم عبر الهواتف الذكية.. وظلت توالي اهتمامها بالأمر منطلقة من قصة تلك الفتاة وشعرت بالمسؤولية تجاهها حيث حرصت على تعلم لغة الصم والبكم وطريقة التعامل معهم. تصويت حر ومباشر تقول لطيفة الصنيع إن الفرصة جاءتها عندما اشتركت مع زميلتها ريم تركي.. الفرصة في إعداد دراسة مشروع للبرنامج (لنتواصل Keep In Touch). وبادرتا بتقديم المشروع إلى (عرب نت) ومن بين 100 برنامج من كافة الدول العربية وقع الاختيار على 10 برامج ومن بينها برنامج لطيفة الصنيع وحدث الاختيار عن طريق الاقتراع المباشر والتصويت ولجنة تحكيم عالية المستوى والكفاءة وذلك في ملتقى رجال ورواد الأعمال الذي انعقد في الرياض في الفترة من 20 21 نوفمبر 2012. أصم في التوقيف تضيف الصنيع: ( اكتشفنا أن فئة الصم تعتبر كبيرة في المجتمع السعودي إذ يبلغ عددهم حوالى 800 ألف وللأسف لا يتمتعون بحقوقهم الأساسية من علم وفرص عمل بشكل متساو مع غيرهم بالرغم من تمتعهم بقدرة ذكاء وتركيز عالية، لكن هذه القدرات لم توجه بالشكل الصحيح، إذ يعتمد الجميع على غير الصم في توصيل المعلومة لهم). وتوضح الصنيع بعض المصاعب التي تواجه الصم والتي اكتشفتها بعد الملاحظة والمتابعة وتقول: إن (أحد الإخوان الصم توقف بعد تجاوزه إشارة حمراء بسيارته ولعدم معرفة الشرطي بلغة الإشارة تم تحويله إلى مركز التوقيف وبعث الأصم برسالة إلى المترجم يخبره بما حدث له طالبا إحضار أوراقه الثبوتية.. ولم ير المترجم الرسالة إلا بعد «3» أيام). قاموس الصم ومن المواقف أيضا ذلك الأصم المتزوج من صماء تحتاج إلى استشارة طبيب نساء ولا يرغب الزوج أن يطلع المترجم على حياة زوجته الخاصة.. ولكن ما العمل؟ .. تجيب الصنيع وتقول: إنها شعرت بالمسؤولية تجاه فئة الصم وبدأت في البحث عن وسيلة لمساعدتهم ولاحظت أن أغلبهم يعتمدون على أجهزة الهواتف والحواسيب لذا فكرت في تقديم مشروع تقني يسهل التواصل بينهم والصم بشرط عدم احتياجهم للوسيط «المترجم».. وتتلخص الفكرة والبرنامج في تحويل الصوت والنص إلى لغة الإشارة تؤدى بواسطة شخصية ثلاثية الأبعاد يمكن أن تعين فئات الصم وضعاف السمع في المدارس والجامعات.. وعن التحديات التي واجهتها وزميلتها تقول الصنيع: إن الاشكالية تمثلت في اللغة العربية وتحديدا الآلية المستخدمة في تحويل صوت «الكلمات العربية» ، بالإضافة إلى عدم اعتماد معلمي الصم على القاموس الإشاري العربي الموحد للصم وبالتالي قلة معرفة الصم.. وتأمل الصنيع في التغلب على هذه الإشكالية في وقت قريب.