في وقت شيع جموع من المصلين إلى مقبرة المعلاة عصر أمس (الأحد) الطفل عطاء الله عطية السلمي (ثماني سنوات) ضحية الغرق أمس الأول (السبت) في مجرى تصريف سد صايف خلف نادي الوحدة في مكةالمكرمة، حملت أسرته أمانة العاصمة المقدسة والشركة المنفذة للسدود مسؤولية غرق ابنهم لافتقاد السد لوسائل السلامة والإرشادات التحذيرية. وأكدت أسرة الطفل ل«عكاظ» أن كلا الجهتين تجاهلتا وضع أي إرشادات وحواجز خرسانية وحديدية لمنع سقوط الأطفال والمواطنين في المستنقع الذي يهدد السكان لوجوده بالقرب من المنازل. ولم يعلم عطاء الله أن صلاة العشاء مع والده ستكون الأخيرة له في الدنيا، إذ وجد المياه تتدفق في شارع الحي بعد فتح البلدية مناسيب السد الأمر الذي استهواه وبدأ يركض باتجاه السد مع شقيقتيه اللتين لم تتجاوزا الرابعة والسادسة من عمرهما، وما إن جلس على حافة السد حتى سقط بداخله ليبدأ صراخ الصغيرتين وركضهما إلى والدهم السبعيني الذي يعاني من أمراض جعلته لا يدرك ما حوله. وما إن انتشر الخبر في الحي حتى بادر الجيران بإبلاغ الدفاع المدني حيث بدأ الغواصون السباحة داخل السد الذي يتجاوز عمقه أربعة أمتار وتم العثور على الطفل أمام شقيقتيه وأطفال الحي الأمر الذي حول الموقع إلى حالة من البكاء والنحيب، وسرعان ما تم نقل الطفل إلى المستشفى لإنقاذه لكنه فارق الحياة. وفيما اغرورقت عينا والد الطفل بالدموع فضل الصمت ولم ينطق بكلمة واحدة. الجيران: أين وصية الأمين؟ أكد لويفي زيد الجامعي وهلال السلمي من أبناء الحي الذي يقع فيه السد أن أمين العاصمة المقدسة سبق أن حضر قبل عدة أشهر إلى الموقع، وسمعناه يقول لمسؤولي الشركة: أمانة عليكم أن تغلقوا هذه المنطقة بالكامل وتضعوا بابا يمنع أي أحد من دخول السد، ويرفع الخطر عن أهالي الحي، متسائلين أين التجاوب مع تلك الوصية؟ وأوضحا أنهما يحملان الأمانة المسؤولية كاملة لعدم تنفيذ عملهم والمتابعة لاحقا، حيث أصبح السد يمثل خطورة على المواطنين، يتخطف أبناءهم، داعين إلى تشكيل لجنة محايدة للتحقيق، وكشف المتسبب الحقيقي في الحادثة، ومحاسبته لعدم تكرارها. عم الغريق: الأمانة تأخرت كشف عبدالعزيز عطية الله عم الغريق ل «عكاظ» أن أمانة العاصمة المقدسة سارعت بوضع اللوحات التحذيرية على موقع السد بعد وقوع الكارثة، مبينا أنه لا أثر لأية لوحات أو حواجز في الموقع، خاصة أنه في حي سكني، بل سارعت بتصحيح الأمر بعد فوات الأوان. وقال: «نحملها المسؤولية فيما حدث لأنها لم تضع أي حواجز سلامة، ولم تحضر إلا بعد غرق ابن أخي». وأوضح أن الطفل أدى صلاة العشاء معه، وكانت الأمانة قد وضعت ماطورا لشفط المياه، فعندما وجد الطفل المياه ذهب يتابعها مع شقيقتيه حتى وصلوا للسد ليسقط بداخله. سدود صايف والنبعة شبح للأهالي يعد حي صايف الجبلي من أشهر أحياء مكة وأقدمها ويقع خلف نادي الوحدة الرياضي، ورغم أهميته إلا أنه لم يهتم به أحد أو يتعامل معه بالشكل الصحيح إذ أقيمت فيه عدد من السدود المكشوفة التي أصبحت بحيرات لا تتوفر عليها حواجز تمنع الأطفال من السقوط فيها، مثله مثل سد حي النبعة، الحي المجاور لحي صايف والذي ابتلع طفلا قبل 4 أشهر وسجل ضد مجهول. وأصبحت سدود صايف والنبعة رعبا مخيفا لسكان هذه الأحياء التي تضم أكثر من 5 آلاف مواطن يتخوفون يوميا من سقوط أطفالهم فيها مع كل موسم أمطار.