«لم يستفد حي النبعة بالقدر الكافي من النهضة التنموية التي شهدتها العاصمة المقدسة على مدى خمسة عقود»، تلك عبارة رددها أحد سكان الحي الواقع شمال مكةالمكرمة، مشيرا إلى أن أهالي النبعة يتمنون الحصول على الخدمات التنموية الأساسية مثل السفلتة والرصف والإنارة وشبكات الصرف أسوة بالمخططات الحديثة في المنطقة. وأفاد حامد اللحياني أن حي النبعة يعاني من نقص حاد في الخدمات التنموية، مستغربا افتقاده للسفلتة والرصف والإنارة، على الرغم من أنه لا يبعد عن البلدية الفرعية سوى بضعة كيلو مترات. وقال: «ما أن تغرب الشمس حتى يخيم الظلام على الحي، فتسهل حركة ضعاف النفوس فيه»، متمنيا الاهتمام بحي النبعة وتزويده بالخدمات التي حرم منها على مدى نصف قرن. وبين اللحياني أن حي النبعة يعاني من مشكلة أزلية تتمثل في الصرف الصحي، الذي يتدفق بكثافة في شوارع الحي، مشيرا إلى أن مستنقعات المياه الراكدة تحولت إلى بؤر للأوبئة والحشرات في النبعة. بدوره، رأى عبدالعزيز عبدالله أن حي النبعة سقط ضحية للوعود الوهمية، مشيرا إلى أنهم لم يجدوا من الجهات المعنية التي تقدموا بمطالبهم إليها سوى التجاهل والتهميش -على حد قوله-. وذكر أن شوارع النبعة بلا سفلتة، والإنارة غائبة، مشيرا إلى أن الحي يعاني من مشكلة الصرف منذ نحو خمسة عقود، مطالبا بالنظر إلى النبعة بعين الاهتمام. إلى ذلك، انتقد حسين اللحياني ما اعتبره الإهمال الذي يعانيه النبعة، متسائلا عن مبررات حرمان الحي من الخدمات التنموية الأساسية مثل تزويده بشبكات الصرف الصحي، والاهتمام بنظافته، وتعبيد طرقه وإنارتها. ووصف اللحياني النبعة ب«الحي المنسي» في العاصمة المقدسة، ملمحا إلى أن النبعة لم يستفد بالقدر الكافي من التطورات الاقتصادية التي شهدتها مكةالمكرمة على مدى نصف قرن، متمنيا تدارك الوضع سريعا والاهتمام بالحي. وفي السياق ذاته، تمنى صلاح عويض وضع حد للتجاهل الذي يعانيه النبعة من الجهات المعنية، لافتا إلى أن هناك إهمالا واضحا من المسؤولين تجاه الحي. وذكر أن الحي يفتقد للحدائق والمجسمات والتشجير، مرجعا تدني مستوى الإصحاح البيئي في النبعة إلى نقص الحاويات، ما جعل النفايات تتكدس في طرقه بكثافة. وقال عويض: «المخلفات المنتشرة في النبعة نشرت الروائح الكريهة فيه، وتحولت إلى بيئة خصبة لتكاثر الحشرات خصوصا الذباب والبعوض»، مشددا على أهمية إنهاء معاناة الحي الممتدة منذ نحو نصف قرن. في المقابل، أكد مصدر مسؤول في العلاقات العامة في أمانة العاصمة المقدسة تزويد الأحياء بالخدمات المجدولة عبر برنامج وفق الأولوية، مشيرا إلى أن الإنارة والرصف والسفلتة في حي النبعة مدرجة ضمن هذا البرنامج. وبين أن هناك جولات ميدانية لمتابعة أعمال النظافة من قبل المراقبين الميدانيين، مطالبا الأهالي بالاتصال بعمليات الأمانة على الرقم 940 لإبلاغهم عن أي نقص في الحاويات إن وجد.