يثير الجانب الخفي في حياة المشاهير بتفاصيله الدقيقة فضول المحبين والمناوئين على حد سواء، ويشكل لكثيرين انعكاسا حقيقيا لشخصيتهم بعيدا عن مسارح المشاهدة وبلاتوهات التصوير وأضواء النجومية، وإن كانت مجالات «السوشيال ميديا» قد مهدت لتواصل أقرب بين المشهور وأنصاره وسنحت الفرصة للاقتراب منهم وسبر أغوار حياتهم، فإنها في أحيان أخرى قد حطمت صورا مبهرة ظلت راسخة بكبرياء في ذاكرة المعجبين. ودون بقية المجالات فإن تطبيق «سناب شات» الأكثر تأثيرا في اختراق الحواجز قدم المشهور على طبق الحقيقة دون رتوش أو «فتلرة»، وأماط اللثام عن وجوه بدت غريبة على مشاهد كان يألف رؤية نجمه المفضل في أبهى حلة وأجمل صورة ووفق قوالب البرستيج والبروتوكولات، إذ لا دور فيه لأجندة مديري الأعمال ولا لرتوش المرافقين ولا لشيء إلا لشخصية النجم ولباقته وجوهره. خلال الفترة الوجيزة من عمر التطبيق فاجأ الكثير من المتابعين بالظهور غير المتوقع لعدد من كبار النجوم سلبا وإيجابا، منهم من تمكن بأسلوبه من مضاعفة جماهيريته ومنهم خسر كثيرا بسبب إسلوبه، إذ إن كثيرا من الأزمات عبر هذه الحسابات باتت مقياسا يحاكم من خلالها النجوم، فعلى سبيل المثال الأزمات التي تفجرت بين نجوم الفن والتصريحات النارية بين عدد من المشاهير، بينها خلاف الفنانتين أحلام ونوال الذي امتد على «سناب شات»، والأزمة القائمة بين حسين المنصور ومريم حسين التي تواجه بسببها الأخيرة تحديا قضائيا، إذ قرر الأول رفع دعوى قضائية عليها، إلى جانب الرسائل والردود التي يطلقها الفنانون بين بعضهم من حين إلى آخر. ويرى البعض أن هذه المقاطع والردود قد خلعت بردة الوقار عن الكبار، ونزعت منهم ألق الإبهار الذي كان عنصر الجذب الثابت لمعجبيهم، فتوارت جماهيرية بعضهم وسقطوا من حسابات الكثيرين الذين كانوا يتعاطون معهم على درجة أكبر من الوعي والمسؤولية، كما هو الحاصل من تراشق حاد لا يخلو من العبارات المستفزة بين فنانات خليجيات، أو مقاطع العنصرية والإساءة لبعض مشاهير الرياضة والإعلام. وهو ما دفع بنجوم من الصف الأول إلى العزوف عن التورط في هذه التطبيقات أو تولية إدارتها لمن يقومون بفرز المحتوى وتطويره.