لم يعبأ الشابان عواض سجد الديحاني وعبدالعزيز مقدي الديحاني، بقوة مياه وادي الجريسية عندما همّا بإنقاذ مسن وأبنائه من الغرق، إثر احتجازهم وفشل محاولات إنقاذهم من قبل المتجمهرين الذين استعانوا بحبل، إلا أنه لم يصمد طويلا. الشابان كانا في نزهة قبل أن يتحولا منقذين، مستعينين بصهريج مياه للدخول في عمق الوادي وتأمين المحتجزين. يقول الديحاني: «فوجئنا بتجمهر المواطنين في وادي الجريسية بسبب احتجاز مياه الأمطار مركبة مواطن وأبنائه الصغار، إذ عمل المواطنون جسرا من الحبال بين سيارة المحتجزين وأخرى خارج مجرى السيل لبدء عملية إنقاذهم، إلا أن المحاولة فشلت بسبب قوة جريان المياه، ما اضطرنا للعودة إلى المنزل، الذي يبعد كيلومترين من الموقع، لنستقل صهريج مياه للنزول في مجرى الوادي، إذ تولى مرافقي عبدالعزيز رفع الأطفال واحدا تلو الآخر، بينما رفض والدهم الصعود حرصا على نجاة أبنائه، ورضخ بعد إصرارنا عليه، إذ كان الارتباك واضحا عليه بسبب خوفه على أبنائه من الغرق والجهد والإعياء الذي أصابه». المسن زار منقذيه مع أطفاله وقدم لهما دعوة على العشاء للاحتفاء بهما.