سطر "صفدع بشري" تابع للقوات البحرية السعودية واثنان آخران، أحدهما وافد بنغالي، ملحمة بطولية من خلال إنقاذهم ثلاثة شبان من الغرق، بعدما علقت سيارتهم الجيب داخل وادي غيلانة بمدينة رماح التابعة لمنطقة الرياض، واحتُجِزوا ثلاث ساعات أثناء جريان السيل من جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت الجمعة الماضية. وتفصيلاً، قال أحد المنقذين ظافر بن عبدالله آل عاطف القحطاني ل"سبق"، إنه اتجه وزملاء له إلى محافظة رماح للتنزه عند الثامنة من صباح الجمعة الماضية، مضيفاً: "بعد خروجهم من مدينة رماح باتجاه وادي غيلانة، لاحظوا تجمهراً كبيراً على ضفاف الوادي، وعند استكشافهم للوضع فوجئوا بوجود جيب تويوتا "شاص" عالق بوسط السيل، وبداخله 3 شبان محتجزون لم يستطيعوا الخروج لغزارة السيل وخطورته".
وأضاف "القحطاني": "عرفنا من المتواجدين أن الشبان المحتجزين مضى لهم قرابة الساعة ونصف داخل الوادي دون استطاعة أحد التدخل لإنقاذهم"، متابعاً: "كانت هناك فرق للدفاع المدني متواجدة"، وأوضح: "استغرقت وقتاً طويلاً لإقناعهم بالنزول للوادي واستخراج الشبان المحتجزين؛ لكوني من منسوبي القوات البحرية "قوة الضفادع البشرية"، غير أنهم رفضوا نزولي بسبب خطورة ذلك على حياتي".
واستطرد: "حضرت رافعة للدفاع المدني واستغرقوا نحو 30 دقيقة لتجهيزها، وأثناء ذلك غمرت مياه السيل الجارفة نصف المركبة الجيب، وهو ما جعلني أقرّ بتحمل مسؤولية نفسي أمام رجال الدفاع المدني"، مضيفاً: "خلعت ثوبي وقمت بربط حبل حول جسمي واتجهت للشبان المحتجزين عبر مياه السيل حتى وصلت إليهم وكانوا في حالة جيدة".
وأردف: "لاحظَنا وافد بنغالي من عمال البلدية يدعى "باسو علي" كان متواجداً على ضفة الوادي المقابلة للتجمهر، إذ قام بإرشادنا على موقع بوسط الوادي أقلّ عمقاً من الموقع الذي تواجدنا فيه، وقام بالنزول للوادي أمامنا ومن ثم إرشادنا، بعد ذلك عملت أنا وشاب سعودي آخر معي على نقل الشبان الثلاثة، الواحد تلو الآخر عبر الحبال إلى خارج السيل، وكانت حالتهم الصحية ولله الحمد جيدة".
وقال أحد المحتجزين داخل الوادي عبدالرحمن محمد ل"سبق"، إنه خرج واثنين من أقاربه للتنزه بوادي غيلانة غير أن مركبتهم الجيب علقت داخل الوادي، مما تسبب في احتجازهم لقرابة الثلاث ساعات، متابعاً بالقول: "حاولت الخروج من السيارة بالنزول للوادي غير أن قوة جريانه حالت دون استكمالي لعملية الهروب من الوادي لخطورة ذلك على حياتي".
وأضاف: "قام الشابان ظافر القحطاني ونايف بن سليم إلى جانب الوافد البنغالي باسو علي الذي أتى من الضفة الأخرى، بعبور الوادي بواسطة حبال طويلة حتى وصلوا لنا، وعملوا على إنقاذنا بعد توفيق الله للضفة الأخرى الآمنة لوادي غيلانة، واستغرقت عملية إنقاذهم لنا قرابة 40 دقيقة".