استقبل الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني، والوفد المرافق له في قصر ترابيا بإسطنبول. واستعرض الجانبان نتائج اجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيري للقمة الإسلامية في دورتها الثالثة عشرة، وأكدا أهمية التعاون المشترك لإنجاح القمة وحرصهما أن تخرج بقرارات تجسد روح الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام. وهنأ مدني الرئيس التركي على تولي بلاده رئاسة القمة، مؤكدا تطلع الأمانة العامة لدور تركي بناء يدعم العمل الإسلامي المشترك ويعزز دور المنظمة إقليميا ودوليا. من جهته أوضح الرئيس التركي أن بلاده ستستلم رئاسة القمة في الوقت الذي يمر فيه العالم الإسلامي بمتغيرات سياسية وإنسانية عدة، مؤكدا أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتفعيل دور الدول الأعضاء المؤثرة في العالم الإسلامي في سعيها للدفع بالعمل الإسلامي المشترك. وأكد الجانبان أن القمة الإسلامية، لابد أن ترتقي لتلبي طموح الشعوب الإسلامية وتحدث تغيرا ينبئ بمنعرج تاريخي جديد. وأكد مدني على أهمية وضع خطة إستراتيجية لمواجهة تحديات الأمة، ولفت مدني إلى أن شعوب العالم الإسلامي تعلق آمالا عريضة على أن تتوصل هذه القمة لنتائج تعزز من مسيرة التضامن الإسلامي في مواجهة تحديات المرحلة، وتتطلع في هذا الصدد إلى اعتماد خطة عشرية إستراتيجية جديدة للفترة من 2015-2025 تتضمن أولويات محددة وآليات للتنفيذ والقياس. وبين أن وضع هذه الخطة الإستراتيجية العشرية وبرامجها على أسس متينة تبث روح الأمل وترسي الثقة في مستقبل واعد نشارك فيه بقية الأمم بندية وقدرة وثقة، وستشكل مرجعية للمنظمة في جميع أوجه نشاطها، بالتنسيق التام مع الدول الأعضاء والأجهزة والمؤسسات التابعة للمنظمة والتي يقع على عاتقها دور محوري في التنفيذ. وقدر دور تركيا وجهودها في دعم وتعزيز مسيرة العمل الإسلامي المشترك، كما قدر لجمهورية مصر العربية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي ما بذلته خلاله رئاستها للدورة السابقة لتعزيز دور المنظمة في محيطها الإقليمي وجهودها المخلصة في دعم العمل الإسلامي المشترك، معربا عن امتنانه للمملكة العربية السعودية التي تستضيف مقر المنظمة لما تحظى به الأمانة العامة من دعم ورعاية واهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة. وقال: «لا تزال القضية الفلسطينية من أهم القضايا التي تتصدر ملفات المنظمة في ظل غياب إرادة سياسية دولية تحرك عملية السلام بطريقة فعالة، وغياب الجدية المطلوبة لإيقاف الممارسات العدوانية والاستيطانية العنصرية المستمرة للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني». وأضاف أن القمة الاستثنائية الخامسة حول فلسطين التي انعقدت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا أخيرا مكنتنا من إعادة القضية لواجهة الاهتمام الدولي، ومن مراجعة التطورات والمستجدات التي تشهدها القضية الفلسطينية، مؤكدا الالتزام بتنفيذ النتائج التي صدرت عن تلك القمة الاستثنائية وإيلاء كل المتابعة والاهتمام بها وتشجيع الأطراف الفاعلة على دعمها. ولفت إلى أن قمة جاكرتا دعت إلى مسار سياسي بمشاركة الأطراف الدولية الفاعلة والمؤثرة، تنطلق بتبني مجلس الأمن الدولي لقرار يوفر مرجعية سياسية واضحة وإطارا زمنيا محدد لإنهاء الاحتلال، وتأييد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لعقد مؤتمر دولي للسلام. وناشد أمين المنظمة، الفرقاء الفلسطينيين بمختلف فصائلهم للعمل على تجاوز الخلافات الضيقة، والتغاضي عن الاختلافات، وتقديم التنازلات لتحقيق حكومة توافق فلسطينية قادرة وحقيقية وصاحبة قرار بما يقوي الموقف التفاوضي الفلسطيني ويدعمه. وقال: شهدت فترة الثلاثة أشهر الماضية تصاعدا ملحوظا في الأعمال الإرهابية التي وقعت على أراضي الدول الأعضاء في المنظمة، وقد بلغت 174 عملا إرهابيا راح ضحيتها نحو ثلاثة آلاف قتيل وأربعة آلاف جريح؛ كما أن أعمالا إرهابية أخرى وقعت خارج الدول الأعضاء ونسبت أو ادعت القيام بها تنظيمات تدعي أنها إسلامية، وبلغ عدد القتلى من جراء تلك الأعمال خلال سنة 2016 وحدها 122 قتيلا، فيما تجاوز عدد الجرحى 520 جريحا.