أيدت القمة الإسلامية الاستثنائية الخامسة في جاكرتا دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. ونوهت القمة في ختام أعمالها أمس (الإثنين) بدور وجهود السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي تهدف إلى الدفاع عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، من خلال تقديم دعمها السخي والمستمر للمدينة المقدسة ومؤسساتها وسكانها لتمكينهم من الوقوف في وجه محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد المدينة. ودعت القمة، الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتوفير الحماية للفلسطينيين، والحفاظ على حرمة القدس الشريف ومكانته، خصوصا المسجد الأقصى. وحذرت من أي إجراءات من شأنها المس بقدسية الأقصى كحق حصري للمسلمين، والعزم على مواصلة الجهود داخل مجلس الأمن لضمان قيامه بواجباته بموجب ميثاقه، ومسؤولياته القانونية والأخلاقية لضمان المساءلة عن الأعمال غير المشروعة التي ترتكبها سلطة الاحتلال. وأعربت عن الأسف لعدم قيام المجلس بتحمل واجباته إزاء القضية الفلسطينية. ودعت القمة في قرارها، الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى حظر منتجات المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في أسواقها واتخاذ تدابير ضد الكيانات والأفراد المتورطين أو المستفيدين من تعزيز الاحتلال ونظام المستوطنات، وإدراج قادة المستوطنين على قائمة الإرهابيين المطلوبين للمحاكمة الدولية. ودعا الدول الأعضاء بالمنظمة للوقوف خلف قضية فلسطينوالقدس باعتبارها القضية الرئيسة في المحافل الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة. وحثت الأعضاء على الوفاء بالتزاماتهم بتقديم الدعم والمساعدات للجهود الفلسطينية المبذولة للانضمام للمؤسسات والمعاهدات الدولية، بما فيها العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. وقررت مواصلة الجهود حتى يعيد مجلس الأمن التوافق الدولي للتوصل إلى حل عادل باعتماد قرار يحدد جدولا زمنيا وخطوات عملية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع. ورحبت بالمبادرات الجادة الهادفة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين على حدود ما قبل 1967 وعاصمتها القدس وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد أن الشعب الفلسطيني بحاجة لحماية دولية من بطش وغطرسة إسرائيل، «الدولة الأكثر انتهاكا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني». وتناول عباس في كلمته الافتتاحية في القمة الإسلامية الاستثنائية في جاكرتا أمس الإثنين ، سياسات التضييق والخنق الاستيطاني والاقتصادي التي تستهدف أهل القدس من مسلمين ومسيحيين، بفرض الضرائب الباهظة، وتطبيق العقوبات الجماعية، من هدم للمنازل واعتقالات تعسفية بغرض تفريغ القدس من سكانها الأصليين الفلسطينيين. من جهته، أعرب الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، في كلمته عن قلقه لتدهور الأوضاع في فلسطين. واستعرض ويدودو جملة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، فضلا عن التضييق على المسلمين من دخول المسجد الأقصى المبارك. من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، دعم المنظمة لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، معربا عن أمله بتحقيق مصالحة فلسطينية شاملة تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بالتحضير للانتخابات وتمارس دورها ومسؤولياتها تجاه تلبية احتياجات الفلسطينيين. في غضون ذلك بحث الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو مع وزير الخارجية عادل الجبير، على هامش أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية في جاكرتا سبل دعم القضية الفلسطينية . كما استقبل كلا من الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجبير الذي يرأس وفد السعودية إلى أعمال القمة. والتقى الجبير كذلك كلا من رئيس الوزراء الليبي الدكتور فايز سراج، ووزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير الخارجية المصري سامح شكري. وجرى خلال الاستقبالات واللقاءات مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، بالإضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.