أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، يتطلب وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي. وشدد في كلمة لدى ترؤسه وفد المملكة العربية السعودية في مؤتمر القمة الإسلامية الثالثة عشرة في إسطنبول أمس، على أن «واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معا لمحاربة الإرهاب وحماية الشباب من الهجمة الشرسة والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم»، لافتا إلى أهمية معالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمها إيجاد حل عادل لقضية فلسطين وفقا لمبادرة السلام العربية والشرعية الدولية، وإنهاء الأزمة السورية وفقا ل«جنيف 1» وقرار مجلس الأمن 2254. وفي ما يلي كلمة خادم الحرمين: يسرني في البداية أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير للجمهورية التركية الشقيقة حكومة وشعبا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان لاستضافتها القمة الإسلامية الثالثة عشرة وعلى حسن الاستقبال والتنظيم، ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية على ما بذلته من جهود مميزة خلال رئاسة مصر للدورة السابقة، والشكر موصول للأمين العام للمنظمة، وكافة العاملين فيها على ما يبذلونه من جهود مميزة. الإخوة الكرام: إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الأزمة السورية وفقا لمقررات «جنيف 1» وقرار مجلس الأمن 2254، ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية. وفي الشأن اليمني، ندعم الجهود المبذولة من الأممالمتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذا لقرار مجلس الأمن 2216. أيها الإخوة: إن واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معا أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فسادا باسم الدين الذي هو منهم براء. وقد خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم تسعا وثلاثين دولة لتنسيق كافة الجهود من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها. إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي. وفقنا الله جميعا إلى كل ما نصبو إليه ونتطلع لبلوغه من التضامن والتعاضد لما فيه خير أمتنا وشعوبنا عملا بقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). وكانت بدأت أمس في العاصمة التركية إسطنبول أعمال مؤتمر القمة الإسلامية الثالثة عشرة برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية تحت عنوان «دورة الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام». وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان افتتاح أعمال مؤتمر القمة الإسلامية في دورتها الثالثة عشرة، سائلا الله تعالى أن يجعل هذا الاجتماع خيرا وبركة على العالم الإسلامي، ورحب بقادة ورؤساء وفود الدول الإسلامية المشاركة في المؤتمر. وقال «أرحب بكم في تركيا وطنكم الثاني وأشكر جميع من أسهم في الإعداد لهذا المؤتمر الذي نتشرف فيه بحضوركم»، معربا عن شكره للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني.