قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته بالقمة الإسلامية في إسطنبول إن "المملكة تدعم مشاورات الكويت لإحلال السلام في اليمن، ونحن مطالبون بإيجاد حل للأزمات في سوريا واليمن وليبيا، ومعالجة قضايا أمتنا الإسلامية، وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية؛ فواقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى". وأضاف: الإرهاب أكبر خطر يواجه أمتنا، وعلينا توحيد الجهود لمواجهته، ويجب العمل على إنهاء الأزمة السورية على أساس "جنيف 1"، والتحالف الإسلامي العسكري خطوة لحماية الشباب من الجماعات الإرهابية. وبدأ خادم الحرمين كلمته متوجهاً بالشكر لتركيا حكومة وشعباً بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان؛ لاستضافة القمة الإسلامية الثالثة عشرة، كما شكر جمهورية مصر على ما بذلته من جهود مميزة خلال رئاسة مصر للدورة السابقة. وجاءت كلمة خادم الحرمين كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين فخامة الأخ الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الإخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرني في البداية أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير للجمهورية التركية الشقيقة حكومة وشعباً بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان لاستضافتها القمة الإسلامية الثالثة عشرة وعلى حسن الاستقبال والتنظيم، ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية على ما بذلته من جهود مميزة خلال رئاسة مصر للدورة السابقة، والشكر موصول لمعالي الأمين العام للمنظمة، وكل العاملين فيها على ما يبذلونه من جهود مميزة. الإخوة الكرام: إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الأزمة السورية وفقاً لمقررات "جنيف 1" وقرار مجلس الأمن 2254، ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية. وفي الشأن اليمني ندعم الجهود المبذولة من الأممالمتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216. أيها الإخوة: إن واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فساداً باسم الدين الذي هو منهم براء. وقد خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم تسعاً وثلاثين دولة لتنسيق كل الجهود من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها. إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي. وفقنا الله جميعاً إلى كل ما نصبو إليه ونتطلع لبلوغه من التضامن والتعاضد لما فيه خير أمتنا وشعوبنا عملاً بقوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.