إنّ الزرازيرَ لمّا طار طائرُها.. توهّمت أنهّا صَارْت شَوَاهِينا! يحتفل الحزبيون (الإخوان) بكل تغريدة يطلقها أحد رموزهم المسكون بالعداء للثقافة والمثقفين والإعلام والإعلاميين، بل كل من لا يقع تحت لواء حزبهم ويصنعون منه -أي الرمز- بطلا قوميا من شوية تغريدات شوهاء! ففي حين يطيرون بمقال أو تغريدة يكتبها بطلهم الورقي يمتدح بها رئيس دولة ينتمي لحزبهم أو جماعة تتفرع منه، في المقابل ستجدهم يهجمون برمشة عين منه على رموز وطنية إما تصريحا أو تلميحا -وهو الغالب- بسبب توجهه المخالف لهم أو لوطنيته التي لا تروقهم، فهم -أي الحزبيين- لا يعترفون إلا بالحزب وتمدده وأقطابه وكل ما من شأنه ترميم خلافة أحلامهم الموعودة، وكل من خالفهم فهو جامي، ليبروجامي، متصهين... إلخ. بهذا الأفق الضيق جدا والأوهام والطموحات الهلامية يصنع الحزبي له مجدا فكل المقومات التي تكفل تنصيبه رمزا موجودة، حيث العقول البسيطة التي يسهل تدجينها فتعبئتها وشحنها ثم توجيهها، والدوغمائية الخصبة والانفلات اللفظي والتصنيفي الذي لا يجد ما يردعه حتى الآن! يعمل الحزبي على بعض القضايا التي تدغدغ عواطف الدهماء كالقضية الفلسطينية وانتهاك أعراض حرائر سوريا وجرائم الحشد الشعبي ضد السنة في العراق.. إلخ، علما أنها كلها قضايا تسكن جراحات كل عربي ومسلم وتؤرق دولتنا بأكملها مع الدعم الدائم والاهتمام والمواقف التي لا ينكرها إلا عدو أو ناكر. يغص تويتر بتلك الرموز وأتباعها التي تتخفى نسبة كبيرة منهم تحت حسابات وأسماء وهمية هربا من المقاضاة لأن كل ما يقومون به هو انتهاك الأعراض قذفا وشتما وبذاءات وتشويها لكل مختلف. عمل الزرازير التي تعيش حياة الشواهين في كنف المصفقين الشاتمين، لا يعدو كونه كالذي يناطح صخرة فلا كسر الصخرة ولا سلم منقاره. فليهدأوا أو يتأكدوا أنهم مهما حاولوا التحريض واستخدام أسلوب المكارثيات ضد مخالفيهم، فاصطفافهم ضد وطنهم كافٍ للفظهم. بقي أن أقول.. أن تلك الزرازير الحمقاء لن تكون لولا تصفيق الأتباع، فهم مجرد ظاهرة صوتية تجلجل وتطير بالأكاذيب والفبركات ثم تهوي بسرعة البرق، والحقائق أحيانا تحتاج الصقل لتظهر بجلاء وهذا ما يقوم به الإعلام الذي أصبح شوكة في حلوقهم!