بعد ساعات من موجة الغبار التي غطت سماء جدة والمنطقة الغربية أمس الأول (الأحد) انتقل الغبار ليغطي سماء العاصمة الرياض في وقت تسببت التنبيهات المتأخرة في إرباك الكثير من الجهات المختصة. ورغم تحسب الكثير من أولياء الأمور للموجة ما دعاهم لتغييب أبنائهم، وجدت إدارات بعض المدارس نفسها أمام عدد من الطلاب ليتم استخدام صلاحيات قائدي وقائدات المدارس في صرفهم مبكرا في الحادية عشرة ظهرا تجنبا لأي إصابات بالربو في ظل كثافة الغبار. لكن بعض المدارس الأخرى آثرت الإبقاء على الأبناء ووزعت عليهم كمامات لاتقاء الغبار ليواصلوا دراستهم رغم الأجواء السيئة. وأكد المرشد الطلابي في مدرسة المأمون الابتدائية في الرياض ل «عكاظ» أن تلك الكمامات وزعت لحماية الطلاب، فيما أوضح مدير ابتدائية المأمون خالد مترك القحطاني ل «عكاظ» أنه تم توجيه اللجنة الصحية ولجنة الأمن والسلامة في المدرسة لتوزيع الكمامات على الطلاب حفاظا على صحتهم ومساعدة منها في التخفيف من المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها الطلاب المصابون بحالات الربو والأمراض الصدرية، كما وفرت المدرسة عيادة صحية مشتملة على الاشتراطات الصحية والإسعافات الأولية التي تعالج نوبات الربو الخفيفة أو الإصابة بالجروح وتحويل الحالات الحرجة إلى أقرب مركز صحي. ولفت خالد المسلم (وكيل مدرسة) إلى أنه تم التأكيد على جميع الطلاب بارتداء الكمامات منذ خروجهم من المدرسة لتفادي استنشاق الغبار الذي يسبب بعض الأمراض ويزيد من الاختناقات التنفسية. وعلى الصعيد الصحي بادرت صحة الرياض بالتعميم على أقسام الطوارئ في جميع المستشفيات بالاستعداد الكامل وزيادة عدد الأطباء والممرضين لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى الذين قد يتعرضون لأي مشكلات صحية نتيجة موجة الغبار. وكان النظام الآلي للإنذار المبكر نبه من حالة رياح نشطة وسحب رعدية بمنطقتي الرياض والشرقية بدأت في العاشرة صباح أمس (الاثنين) واستمرت للسادسة مساء، واصفا الحالة المناخية بنشاط في الرياح السطحية ما يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار مع وجود تشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة الارتفاع تتخللها سحب رعدية ممطرة.