لم يعد اليمن سعيدا.. هكذا كان لسان حال الكثير من أبناء العاصمة صنعاء الذين شهدوا وعاصروا ليلة ال21 من سبتمبر 2014، إذ كانت المؤسسات العامة والخاصة بما فيها ممتلكات الأيتام ودور القرآن الكريم والمدارس والمستشفيات مسرحا لعمليات النهب والقتل. إن ثقافة التدمير والنهب والقتل والتصفية الجسدية التي بدأتها الميليشيات الانقلابية ابتداء من صعدة ووصولا إلى صنعاء لم تكن تحمل طابعا عسكريا، بل كانت عملية إبادة وتدمير لمكونات دولة بكاملها تحت مبررات واهية ولا قيمة لها. نفذت الميليشيات الانقلابية عملية إعدام مئات الجنود والمدنيين ابتداء بمحافظة عمران التي قتل فيها أكثر من 15 ألف يمني، بينهم قائد اللواء 310 حميد القشيبي، الذي تمت تصفيته وأكثر من 300 جندي ومدني تمت تصفيتهم بإحدى المدارس بعمران، كانوا قد اختطفوا من مساكنهم وبعضهم كان برفقة القيادي القشيبي الذي أعدم بالرصاص الحي في مركز القيادة العسكرية. ولم تكن هي الحادثة الوحيدة بل ما حدث من عمليات تصفية لأكثر 200 جندي وضابط كانوا يلبسون الزي المدني ومتواجدين في عنابرهم بالفرقة أولى مدرع يوم اجتياح العاصمة صنعاء في ال21 ومداهمة الفرقة بشكل همجي رغم استسلامهم كان أكثر جرما. ويقول (أ.ع.س) ضابط وأحد المقربين لجنود أعدموا بالفرقة أولى مدرع ل(عكاظ): تمكنت القيادة العسكرية من الفرار وكان هناك أكثر من 200 جندي، سواء في مقر الدفاع الجوي أو في العنابر، بعضهم كان نائما وبلباس مدني وآخرون غيروا ملابسهم حينما شاهدوا قياداتهم توجههم بتسليم المعسكر ليتفاجأوا بمداهمة الميليشيات لعنابرهم مطالبين بالاستسلام فرضخوا لذلك ونهبوا منهم كل حاجياتهم الخاصة سواء الهويات أو السلاح أو الهواتف ووجهوهم برفع الأيدي للأعلى وأطلقوا النيران عليهم بشكل جماعي. وأشار إلى أن شقيقه كان من ضمن القتلى، إذ تمكن أحد معارفهم الذي كان يعمل بأحد المستشفيات في حي مذبح من التعرف عليه بعد أن قدم مسلحون حوثيون ورموا بجثته مضرجة بالدماء في صالات المشفى وفروا، حيث اتضح أنه تعرض لرصاصة بالرأس. (عكاظ) كانت حاضرة في المشهد، حيث تمكنت من الوصول إلى جبل الدفاع الجوي برفقة عدد من الإعلاميين اليمنيين الذين سمح لهم بالدخول للفرقة الأولى، حيث شوهدت جثث مترامية تقدر بنحو 280 جثة، الأغلبية كانت عليها علامات التعذيب، وآخرون يبدو أنهم قتلوا بالمواجهات العسكرية أثناء الاجتياح، ناهيك عن مقتل لواء عسكري بكامله تم إعدامه في كمين أثناء توجهه للتصدي للهجوم في مديرية همدان بمحافظة صنعاء (خط شملان دار الحجر). افتتحت الميليشيات الحوثية عمليات النهب بمعسكر التلفزيون اليمني ومنها الفرقة أولى مدرع التي تم نقل جميع أسلحتها ومعداتها من دبابات ومدرعات وصواريخ إلى معسكر العمالقة في عمران، الذي اتخذته الميليشيات الانقلابية، ولم تكتف بذلك بل طال جامعة الإيمان ومركز رعاية الأيتام ومستشفيات خاصة ومنازل قيادات عسكرية ومقرات حزبية تابعة لحزب الإصلاح ومنازل وزراء ومسؤولين وشخصيات حزبية وشحن معدات وأثاث تلك المراكز إلى جبال صعدة. وحسب الإحصائيات فإن أكثر من 600 منزل ومركز حزبي ومؤسسة خاصة تعرضت للنهب والسلب خلال ال24 ساعة منذ اجتياح الحوثي للعاصمة صنعاء وتحويلها إلى مقرات للميليشيات الانقلابية، ولم تكتف بذلك، بل إنها اختطفت جميع السياسيين والوزراء ووضعتهم تحت الإقامة الجبرية. ظهر زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي بإحدى البدلات (جاكت) التابعة لأحد الوزراء في تسجيل تلفزيوني في حينه، ما أثار حفيظة الوزير الذي أجرى اتصالا بقيادات حوثية طالبها بإعادة بدلته التي لبسها زعيمهم في التسجيل التلفزيوني.