يعترف العراقيون أن القرار السياسي في بلادهم بيد إيران وأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي يتولى بشكل مباشر تنفيذ المخطط الإيراني في العراق وسورية ولبنان بسط نفوذ وهيمنة النظام الإيراني على مختلف أرجاء العراق بالإضافة إلى أن سلطته وجبروته المطلق على القادة والساسة العراقيين . التقارير والأنباء والتصريحات المختلفة بشأن نفوذ وهيمنة طهران على العراق قد صار من الحجم والقوة إلى الحد الذي يحدد سياقات واتجاهات ومسارات الأوضاع والأمور بل وحتى تحديد نتائجها إلى حد ما، خاصة أن التصريح الأخير للسياسي الکردي محمود عثمان، من أن إيران لن تسمح ببناء عراق ديمقراطي غير خاضع لنفوذها، مثلما أنه قلل من إمکانية حيدر العبادي في بناء دولة لأن التدخل الإيراني کبير في العراق ومهيمن على البلاد، هذه التصريحات تأتي کشهادة من الواقع على المستوى الذي بلغه النفوذ الإيراني في العراق. تصريحات عثمان الذي يعتبر من الساسة الکرد المطلعين، يمکن اعتبارها تأکيدا عمليا لما جاء في تقريرين منفصلين حساسين و بالغي الأهمية أحدهما من جانب المقاومة الإيرانية و الآخر تقرير إخباري بريطاني، عن الدور و النفوذ الإيراني في العراق، حيث إنه وفي الوقت الذي قال فيه التقرير البريطاني «إن قائد فيلق قدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، يشرف على «عمليات تطهير» ضد السنة في العراق. وأضاف التقرير إن «المسؤول الأول عن الميليشيات الشيعية المقاتلة في العراق، المتهمة بارتكاب جرائم ضد السنة في العراق، هو الجنرال سليماني»، مشيرة إلى أن «سليماني أشرف على تحويل القوات العسكرية والأمنية في العراق إلى ما يشبه حزب الله في لبنان» فإن تقرير المقاومة الإيرانية کان قد ذکر قبل ذلك بأن «هدف قوات الحرس والميليشيات ليس محاربة داعش بل استغلال الظروف الموجودة وتعزيز سلطتهم على العراق لذلك عمليات الإبادة والاغتصاب والتهجير الجماعي وسلب ملكية أهل السنة التي كانت مستمرة منذ عام 2003 أخذت أبعادا غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة». وأكد مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني أن تعامل الميليشيات الشيعية تشبه داعش أو حتى أسوأ منها. خاصة أنهم لديهم خبرة في القتل والحرق والنهب حيث عبثوا بمدينة السعدية بنسبة 90 % ونهبوا وحرقوا مرافقها جميعا ... وهدفهم هو بسط السلطة ونفوذهم... إنهم لا يستخدمون العلم العراقي كثيرا ويرفعون راية تحمل شعار الثورة الإسلامية الإيرانية... إنهم بدأوا بتصفية جميع السنة ويقتلون الناس أينما وجدوهم... وتفجر هذه القوات منازل الناس بذريعة عملية تفكيك عبوات ناسفة والمتفجرات. المطبلون والمزمرون للدور الإيراني من أولئك الذين يهولون من أمر رجل متورط في إثارة التطرف وسموم التفرقة والاختلاف الطائفي ونشر الإرهاب کقاسم سليماني ويسعون لإسباغ أوصاف البطولة ، إنما يمارسون الکذب وتزييف وتحريف الحقائق بأحط الصور وأحقر الاساليب، لأن سليماني الذي هو امتداد لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الجزء والجانب الأساسي من المشکلة القائمة في العراق وليس بإمکانه أبدا أن يکون أو يصبح جزءا من الحل، وأن من جعل العراق يبدو بالأوضاع المزرية الحالية حيث احتراب طائفي وفساد ودولة عاجزة وجيش مهمش و سيادة وطنية منتهکة، إنما هو الجنرال قاسم سليماني بأمر من أعلى سلطة في إيران. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تحدثت تقارير أمنية عن أن قائد فيلق القدسالإيراني الجنرال قاسم سليماني قام بالإشراف على عمليات تطهير ضد السنة في العراق باعتباره المسؤول الأول عن الميليشيات الشيعية المقاتلة في العراق والمتهمة بارتكاب جرائم ضد السنة في العراق. وأكدت التقارير أن سليماني أشرف على تحويل القوات العسكرية والأمنية في العراق إلى ما يشبه (حزب الله) في لبنان وعملت الميليشيات الشيعية في صورة فرق تستهدف السنة بالقتل وهي ضامنة الإفلات من عقاب السلطات الرسمية. تؤكد التقارير أن رئيس استخبارات المجموعة في الفليق أبا مصطفى الشيباني، هو المسؤول الرئيس عن استيراد المتفجرات الخارقة للدروع إلى العراق من محافظة مهران الإيرانية خلال فترة الاحتلال. وهناك محمد الغبان أيضا من فيلق بدر، ويعمل حاليا وزيرا للداخلية في العراق. وأوضحت التقارير أن فيلق بدر يعطى مستوى فوق كل قوى الأمن الداخلي في العراق، بما في ذلك الشرطة الاتحادية التي يمكن أن توصف بأنها عبارة عن مجموعة من رجال يرتدون الزي العسكري، وجهت إليهم اتهامات بالمشاركة في المذابح التي ترتكبها الميليشيات الشيعية ضد السنة.وأكدت أن الفيلق متهم بخطف وإعدام الناس دون محاكمة، وطرد السنة من منازلهم ثم نهب ممتلكاتهم وحرقها، وفي بعض الحالات هدم قرى بأكملها .