تحت عنوان مثير يقول: "سلطته مطلقة ولا أحد يستطيع تحديه"، قدّمت صحيفة "الجارديان" البريطانية الجمعة تقرير عن قاسم سليماني، الجنرال الإيراني الغامض صاحب النفوذ في العراق الذي وصل إلى حد أن البغداديين يعتقدون أنه هو الذي يحكم العراق سرًّا. ويتحكم في السياسة الإيرانية المتعلقة بالعراق ولبنان وغزة وأفغانستان، حسب قوله. ويقول مراسل "الجارديان" من بغداد مارتن تشولوف: إن سليماني شكّل مصدر قلق وإزعاج للقائد السابق للقوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس. ففي مطلع عام 2008 وخلال سلسلة من المعارك بين القوات والأمريكية والعراقية من جانب ومليشيا الصدر الشيعية من جانب آخر، تسلّم بتريوس رسالة نصية من هاتف محمول من الجنرال الإيراني، قائد "فيلق القدس"، الذي تحوّل فيما بعد إلى خصمه اللدود. الرسالة، التي سلّمها قائد عراقي بارز، تقول، حسب الصحيفة: "أنا، قاسم سليماني، أتحكم في السياسة الإيرانية المتعلقة بالعراق ولبنان وغزة وأفغانستان، والسفير الإيراني لدى بغداد عنصر من عناصر فيلق القدس، والسفير الذي سيحل محله عنصر أيضاً". وتقول الصحيفة: إن بتريوس فهم مضمون الرسالة، فالكثير من العمل العسكري الأمريكي في العراق مع المسلمين الشيعة كان يتعرض للإعاقة من المليشيات الموالية لفيلق القدس الذي يقوده سليماني، وإن هذا التعويق اتسع ليشمل الجهود الدبلوماسية للحكومة الأمريكية في مواقع أخرى من الشرق الأوسط، وعلى الأخص لبنان. وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يستعد فيه بتريوس لتسلّم مهامّ رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لا بد له من الاستعداد أيضاً لمباراة في الملاكمة بين ظلين، فسمعة سليماني بوصفه الشخصية الأكثر قوة في المنطقة لم تتأثر أو تضعف، بل هي زادت في الحقيقة، إذ باتت سورية الآن ضمن نطاق نفوذ هذا الجنرال الإيراني الغامض والمتعاظم القوة.