اعتبر الأمين العام الجديد للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة عبدالإله فهد أن السعودية هي الصديق الحقيقي للثورة السورية. وقال فهد في حوار أجرته «عكاظ» إن السعودية لم تترك الشعب السوري وحيدا خلال السنوات الخمس الماضية، وقدمت له الدعم السياسي والإغاثي وتشهد مخيمات اللجوء على ذلك. وقال: إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانسحاب من سورية سيكون له تأثيرات إيجابية على الأرض وعلى العملية السياسية، وحول مشروع التقسيم الذي يروج له في الآونة الأخيرة، أكد أن الشعب السوري لن يقبل بمثل هذه المشاريع وأن الثورة خرجت من أجل هدف واحد وهو إسقاط النظام.. فإلى التفاصيل: كيف ترى حال المعارضة بعد مؤتمر الرياض؟ - المعارضة السورية خرجت من الاجتماع الموسع في الرياض أكثر قوة فكل الأطياف (السياسية والعسكرية) بعد الاجتماع باتت تجمع على صيغة سياسية واحدة كان أبرزها المرحلة الانتقالية بدون وجود لبشار . والسعودية لم تترك الشعب السوري وحيدا ولو للحظة منذ بداية الأزمة.وكان لها دور مميز و على المستوى السياسي والإغاثي للاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان.ومنذ أيام الفقيد الأمير سعود الفيصل وإلى الآن كانت الأزمة السورية حاضرة في السياسة السعودية ودافعت عنها في كل المحافل الدولية، والآن نرى مواقف وزير الخارجية عادل الجبير التي تملأ الساحات السياسية بأن «على الأسد أن يرحل سياسيا أو عسكريا».. ما يؤكد صلابة الموقف السعودي. ودعني أقول وبكل وضوح وشفافية «إن السعودية هي الصديق الحقيقي للشعب السوري». في ظل تشكيل هيئة التفاوض.. ماهو دور الائتلاف تحديدا.؟ - دور الائتلاف بالتأكيد تكاملي مع الهيئة العليا للتفاوض، حيث إن للائتلاف ممثلين في الهيئة العليا وكذلك في وفد التفاوض، وبالنسبة للائتلاف فهو داعم لعمل الهيئة ونقدم لهم مايحتاجونه.. وليس هناك من تداخل بين الاثنين.. فنحن نؤمن أن دور كل واحد منا مكمل للآخر من أجل إسقاط النظام ولإقامة الدولة السورية المدنية والديمقراطية. ما هو مستوى تنسيق الائتلاف مع الداخل وطبيعته ؟ - يوجد في الائتلاف ممثلون للمجالس المحلية والبالغ عددها 420 مجلسا في الداخل السوري وكذلك ممثلون للحراك الثوري والعسكري وممثلون لبعض القوى السياسية في الداخل السوري والتنسيق موجود لكن ليس كما يجب بسبب ظروف الحرب وصعوبة التواصل وغير ذلك من التفاصيل اللوجستية والأمنية. البعض يجزم أن الائتلاف ليس لديه قواعد بالداخل.. هل لك أن توضح ذلك؟ - على العكس، هناك مكاتب للائتلاف بالداخل ومكتب تواصل معهم في مدينة الريحانية التركية ويقوم المكتب بالتواصل الفيزيائي وعبر وسائل الاتصال الإلكترونية معهم وقد نظم مؤتمرين لهذا السنة الماضية ويتم التحضير للمؤتمر الثالث.. والائتلاف يعمل ضمن حدود إمكاناته من أجل أن يكون أكثر قربا من الداخل، لكن كما تعلم المأساة في الداخل كبيرة وهي تفوق كثيرا طاقة الائتلاف في ظل ماخلفه النظام والقصف الروسي على المدن وتشريد المدنيين الآمنين. إلى أين وصل مشروع المجلس العسكري الموحد للفصائل؟ - هناك فريق عمل متكامل يعمل على مشروع المجلس العسكري الموحد وقد تم تشكيل لجنة خاصة مكلفة من الائتلاف منذ ثمانية أشهر وكانت هناك العديد من العوائق وقد تم تجاوز غالبيتها والعمل جار للوصول إلى إعلان القيادة العسكرية.. ولن يطول كثيرا. هل يمكن تحديد موعد إعلان هذا المجلس؟ - الأمر قيد العمل والتشكيل ومن الصعب الإعلان عن موعد محدد في ظل المتغيرات السورية اليومية على المستوى الداخلي والخارجي. ما هي خيارات المعارضة في حال فشل جنيف3.؟ - خيار المعارضة السورية وكل القوى الثورية الفاعلة على الأرض هو الاستمرار بالثورة حتى الوصول إلى متطلبات الشعب السوري للحرية والكرامة وعدم وجود أي دور لبشار في مستقبل سورية.. وعلى مدار السنوات الخمس الماضية لم يتمكن النظام ولا حلفاؤه من إيقاف الثورة، رغم حشد ميليشيات حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية والإيرانية. واليوم وبعد كل هذا القتل في اللحظة الأولى التي توقفت فيها العمليات العسكرية من قبل النظام خرجت المظاهرات في المدن السورية ترفع علم الثورة وتعيد التأكيد على أن الثورة لن تتوقف مهما كلف الأمر. البعض يقول إن المعارضة بعد الهدنة من الصعب أن تعود للقتال مرة أخرى.؟ - المعارضة والفصائل المقاتلة على الأرض في الداخل لم تفكر يوماً بالهدنة التي عمل عليها الطرفان الأمريكي والروسي. ولم تعلق آمالا كثيرة على هذه الهدنة لتكون علامة فارقة في متابعة أو وقف القتال ضد النظام والميليشيات الداعمة له.. هناك قضية عادلة وقضية حق يدافع عنها الشعب السوري. ما هو تعليقكم على مشروع التقسيم الذي يتم الترويج له..؟ - الشعب السوري بكل مكوناته لن يقبل بالتقسيم ويعمل على منع حصول ذلك. فالثورة لم تكن يوما ما من أجل تقسيم سورية، كما أن وعي الشعب السوري تاريخيا لا يقبل فكرة التقسيم.. الثورة خرجت ضد الظلم من أجل أن تكون سورية لكل السوريين.. وهذه هي قناعة السوريين. - هل ستستمر الهيئة السياسية وما هو دورها وأهميتها ؟ الهيئة السياسية مستمرة والمجتمع الدولي لايزال يجتمع ويتواصل معها بشكل مستمر. وهي جزء رئيسي وفاعل من الائتلاف الوطني. كيف تنظرون إلى القرار الروسي بسحب القوات من سورية؟ - إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانسحاب من سورية سيكون له تأثيرات إيجابية على الأرض وعلى العملية السياسية، ولكننا في ذات الوقت ننظر إلى الأمر بحذر وترقب لنعرف ماهي الأسباب والدوافع وراء ذلك؟. والانسحاب الروسي لصالح الشعب السوري من جهة والثوار من جهة أخرى، وسوف تتغير الكثير من الأمور إذا كان الأمر جديا.