اعتبر خبراء إستراتيجيون وسياسيون نجاح «رعد الشمال» رسالة تحذير قوية لتنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، ومن يعاونها أو يقف بجوارها. مؤكدين ل«عكاظ» أن المناورة تهدف في الأساس إلى التدريب على مواجهة القوات غير النظامية والبؤر الإرهابية الموجودة بالفعل في عدد من الدول العربية والإسلامية. تغيير مسار الأحداث مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في القوات المسلحة المصرية اللواء علاء عز الدين محمود، يؤكد أن «رعد الشمال» رسالة تحذير قوية للعناصر الإرهابية التى انتشرت فى عدد من الدول العربية والإسلامية، خصوصا «داعش»، إذ استخدمت فيه نوعيات متطورة من الأسلحة. وأضاف: «إن وجود القادة العرب فى ختام المناورة دليل على التضامن العربي لمواجهة التحديات والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة». لافتا إلى أن النجاح الكبير للمناورة رسالة قاطعة للجميع بأن الدول العربية قادرة على تغيير مسار الأحداث لصالح شعوب المنطقة، من خلال ضرب الإرهاب والدول الراعية له. استمرار المناورات بدوره لفت مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط في مصر اللواء الدكتور محمد مجاهد الزيات، إلى أن الدول المشاركة في تلك المناورة الناجحة بكل المقاييس تتفق في سياستها مع المملكة فى محاربة كافة فلول الإرهاب وترفض وجوده داخل دول المنطقة، كما أن هناك بعدا سياسيا كبيرا لنجاح المناورة، هو أن الدول العربية والإسلامية قادرة على حل مشاكلها الداخلية ومواجهة التحديات بعيدا عن الدول الكبرى. متوقعا استمرار تلك المناورات العربية والإسلامية خلال الفترة القادمة من أجل الحفاظ على الخبرات العسكرية الكبيرة التي اكتسبوها من التدريب، ومحاولة جذب دول لم تكن منضمة للتحالف. وأوضح الزيات أن المناورة تأتي بالتزامن مع التطورات الدراماتيكية الخطيرة التي تشهدها المنطقة، خصوصا في سورية والعراق، واليمن، وليبيا، ولبنان. معتبرا المناورة مقدمة لدخول الجيوش العربية والإسلامية لتكون لاعبا أساسيا في ما يحدث فى دول المنطقة من تحديات سياسية وعسكرية. رسالة قوية ويرى خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية في مصر الدكتور سعيد اللاوندي، أن مناورة «رعد الشمال» تأتي لمواجهة القوى الخارجية التي تستغل الأحداث الداخلية التي تمر بها دول المنطقة من أجل التدخل في شؤونها، كما أنها تعطي رسالة قوية مفادها أن الدول العربية والإسلامية لا يمكن أن تفاجأ بقوة عسكرية تهاجمها، وأن أي دولة تتعرض للتهديد ستكون إلى جانبها بقية الدول المشاركة في «رعد الشمال». ولفت الدكتور اللاوندي إلى أن التمرين الأكبر في المنطقة يأتي تفعيلا للتحالف العسكري الإسلامي الذي دشنته المملكة أخيرا، بهدف أن تكون الدول العربية والإسلامية يدا واحدة ضد أي اعتداء يهدد أمن واستقرار المنطقة.