اعتبر خبراء سياسيون وعسكريون أن مناورات «رعد الشمال» التي تختتم اليوم في مدينة الملك خالد العسكرية بمنطقة حفر الباطن (شمال السعودية) تبعث رسائل مهمة للعالم، منها أن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده المملكة العربية السعودية مع أشقائها مستعد في أي لحظة لمحاربة ظاهرة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. وأوضحوا في حديثهم ل«الحياة» أن هذه المناورة تحمل رسالة أخرى مفادها أن المملكة وحلفاءها لن يقبلوا بحل في سورية لا ينسجم مع إرادة الشعب السوري، والمتمثلة في إزاحة بشار الأسد، وإقامة نظام سوري جديد يقبل به الشعب. وأشاروا إلى أن مناورات «رعد الشمال» لها آثار ملموسة سريعة وأخرى على المدى المتوسط والبعيد، منها قدرة السعودية على تشكيل مثل هذه التحالفات السياسية والعسكرية، والتأكيد على أن السعودية والدول المشاركة مستعدة اليوم أكثر من أي وقت آخر سواءً عسكرياً واستراتيجياً لمواجهة أية قوى توسعية أو إرهابية في المنطقة، وأن هناك استعداداً كاملاً لمواجهة هذه المخاطر، لافتين إلى أن «رعد الشمال» هي إحدى اللبنات الأولى للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. وشددوا على أهمية وجود تكامل عربي - عربي على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية، إذ لا يوجد حل للخروج من الأزمات التي تمرّ بها المنطقة إلا من خلال هذا التكامل الذي بات ضرورة حتمية، مشيرين إلى أن بداية هذا التكامل بدأت من خلال القواعد المشتركة للتدريب سواءً للأفراد أم من خلال المعدات والآليات العسكرية. وأكّد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صدقة فاضل أن مناورة «رعد الشمال» التي تختتم اليوم تبعث إلى العالم رسالة بأن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده السعودية مع أشقائها مستعد في أي لحظة لمحاربة ظاهرة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وأنهم جادون في ذلك إلى أقصى حد ممكن، مبيناً أن هذه الظاهرة لا تهدد الدول العربية والإسلامية ودول المنطقة فقط، بل إنها تهدد السلم والأمن الدولي، ولذلك نجد أن هناك تأييداً عالمياً واضحاً لهذه التحركات، والتي من ضمنها تجهيز القوات في هذه المناورة العسكرية. وقال: «إنه على رغم أن السعودية من أكثر دول العالم تعرضاً للإرهاب بين وقت وآخر، إلا أنها في الوقت ذاته تعتبر من أكثر الدول نجاحاً في محاربته والتصدي له، بل إنها لم تقف عند سعيها للقضاء عليه داخلياً، إذ تجاوزت ذلك إلى محاربته إقليمياً ودولياً، مستشهداً بتشكيل المملكة لهذا التحالف كدليل على مكافحة هذه الظاهرة على المستويات كافة». وأشار إلى أن مسارعة معظم الدول العربية والإسلامية لمشاركة السعودية في هذا التحالف يأتي إيماناً منها بأن مكافحة هذه الظاهرة أصبح واجباً عربياً وإسلامياً لحماية الأمن القومي العربي والإسلامي وحماية البشرية من هذه الظاهرة والدفاع عن سمعة الإسلام التي لوثها هؤلاء الإرهابيين. وأشار إلى أن المملكة وهي تقود هذه العملية في منطقة «الهلال الخصيب» أو المنطقة الشمالية من العالم العربي جهزت كل الإمكانات اللازمة لمكافحة هذا الإرهاب وخصوصاً رأس الأفعى «تنظيم داعش»، إذ إن وجود هذه التحركات تهدف أولاً إلى مقاومة الإرهاب وإطلاع العالم على تصميم السعودية وحلفاؤها على مكافحة هذه الظاهرة بكل الطرق الممكنة، كما أن هذه المناورة تحمل رسالة بأن المملكة وحلفاءها لن تقبل بحل في سورية لا ينسجم مع إرادة الشعب السوري، والمتمثلة في إزاحة بشار الأسد، وإقامة نظام سوري جديد يقبل به الشعب. وأفاد بأن هناك ضغوطاً عالمية وإقليمية تحاول منع الشعب السوري من هدفه المشروع، إلا أن وجود التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب من الممكن أن يتدخل لمساعدة المقاومة السورية المعتدلة لتحقيق أهدافها وخصوصاً أن النظام السوري القائم حالياً يُعتبر حركة إرهابية، مشيراً إلى أن التحالف لم يعلن أي خطط محددة وإنما أعلن أنه تحالف لمحاربة ظاهرة الإرهاب عموماً على المستويات الإقليمية والدولية، وخصوصاً العالم العربي، والمناطق التي تعتبر مصادر للتنظيمات الإرهابية وخصوصاً في سورية، مشدداً على أن المملكة وهي تقود التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب تؤكد للعالم أنها جادة في هذا الأمر، وأنها من أكثر دول العالم مكافحة لهذه الظاهرة.