النصيب غصيب. والبنات علايق الأجاويد. من خلالهن تتقوى العلاقات وتنفتح صلات القربى. جاء العريس من وادي منجل في تهامة. وطلب الملزمة. قال: يا ولدي أنحن قبالة حرث وما أحد فاضي لك والجماعة مشاغيل. ونحن ما نعرف عنك شيء. فأجابه: أنا (ضيف الله) وتربطنا بكم صلة عن طريق إحدى الجدات ونحن وإياكم لحم ودم وأنا طامع في تجديد الود وإن قسم الله قسمته وكتب لي نصيبا في حمدة لأجعلها أسعد خلق الله. أخرج من الكمر عشرة ريالات فضة ووضعها في كف أبي محمد. وقال هذا مقدم مهري والباقي يلحق. وأنا حملت وشلت. واشترط أن يعقد له ويأذن له في الدخول. ساقط أبو محمد حبات السبحة واستخار الله وشاور البنت فكانت فرحتها بادية على محياها فهي تريد الخلاص من الشقاء كون أهل تهامة أكثر لطافة في التعامل مع النساء. ما إن طوى المأذون كتابه حتى قال يا عم «علمي عفاك، أنتم وراكم حرث وأنا عجل وأهلي ينتظرون عودتي بالحليلة الحميلة. إنما أنا وعروسي بنديح للتهم وأنتم إذا انتهيتم من حرثكم التحقوا بنا». استجاب أبو العروس. ويوم الجمعة وقف أمام المصلين. وقال «الأعلام بالأستار. نصيب كتبه الله في حمدة لضيف الله المنجلي. وأنا زوجتها. وواعدته باللحاق بهم مع نهاية الحرث. وأنتم جماعتي لبس جنبي. ما لي عنكم غناة». رددوا أبشر بنا. انتهوا من زراعة القمح وأوكلوا لعدد من الشبان مهمة سوق الأغنام إلى البادية وإيداعها عند شركائهم ليأمن منها القمح. تحركت القرية سيرا رجالها وقليل من النساء من قرابة العروس. قطعوا المسافة في ليلتين. الغداء في قرية والعشاء في أخرى. شاعرهم والزير معهم. بعد كل غداء عرضة. وبعد العشاء لعب. وصلوا وادي منجل فأكرم الأصهار الوفادة ودسموا الشوارب واللحى بلحم وشحم الضأن والسمن البلدي وعسل الجبال الحر. ومع كل وجبة صحاف دخن. وبما أن بطون السروان لم تألف الدخن أدخلتهم في كركبة. وكانوا يتقاطرون على الأودية مجموعة تنزل وأخرى تطلع. وسمعت عجوز من فوق درج البيت قرقرة بطن أحدهم فحسبته رعدا. ورددت ساخرة «كريم» فرد عليها وهو متقعمز في الوادي (جني شدقوك). للحديث بقية وسلامتكم.