يبدو أن انهيار الجماعة الأصولية المنقلبة على الشرعية في اليمن بات وشيكا، حتى أن رجل دين (شيعي) معروف بقربه وتأثيره على جماعة الحوثي أصدر فتوى جواز المصالحة مع السعودية، بيد أن يمنيين تناولوا كيفية تحول الفتوى من اليمن «حيث العلماء الكبار، والبيئة الوسطية» إلى قم الخاضعة تحت سيطرة رجال دين ظلاميين لا يخفون تطرفهم أمام العالم، بتندر كبير. وبالعودة إلى رجل الدين اليمني عصام العماد المولود في قرية الصبار بمحافظة إب، فإن بوصلة الفتوى عند جماعة الحوثي اتجهت إلى أقصى الشمال الشرقي من معاقل الزيدية الأصيلة في صنعاء والجبال المتاخمة لها، إلى قم حيث يقيم العماد، ما فتح أبواب تندر اليمنيين على مصاريعها، كيف ل«قم» أن تتحول إلى دار إفتاء لليمنيين، إضافة إلى سخريتهم من صبغة هزيمتهم التي دنت بإطار ديني. وأصدر العماد فتواه على خلفية الأنباء غير المؤكدة من قدوم وفد حوثي إلى المملكة، ما جعل بوادر الهزيمة تنتشر في صفوف الجماعة الأصولية والمصنفة إرهابيا في الرياض، وقال العماد «الله أمرنا بالمسالمة والمهادنة والمصالحة مع العدوان السعودي، فإن بيتت السعودية الخديعة لأهل اليمن تركنا أمرهم لله وهو يكفينا شر الخديعة» بحسب موقع «يمن برس» الإخباري. ولا يستغرب مراقبون خليجيون من فتوى العماد وجغرافية إصدارها، ويشيرون دوما إلى أن الأوامر السياسية تصل لجماعة الحوثي من طهران القريبة من قم، إذ يصيغها الإيرانيون في عاصمتهم وينفذها الحوثي مسنودا بميليشيات الرئيس المخلوع في اليمن. وبالرجوع إلى ارتباطات الحوثي الدينية بمدينة قم في إيران، فإن العلاقة قديمة، ويشير مؤرخون يمنيون إلى أنها بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي، بعد أن رحل بدر الدين الحوثي وابنه حسين إلى إيران، ثم ليعود حسين بدر الدين الحوثي ويساهم في تأسيس حزب الحق في بداية 1990. ويربط مؤرخون بداية الخلاف داخل البيت الزيدي بعودة بدر الدين مع ابنه حسين إلى اليمن، حتى أن رجال دين من المذهب الزيدي رفضوا استخدام المذهب سياسيا عبر حزب الحق الذي ساهم في إنشائه حسين الحوثي والمقتول في حرب صعدة الأولى والتي شنها الجيش الوطني على معاقل المتمردين في صعدة (شمال البلاد).