ربما يتصور البعض أن تصنيف دول الخليج لحزب الله كمنظمة إرهابية قد جاء متأخرا، إلا أنه أتى في الوقت المناسب وبعدما تمادى الحزب الإيراني في ممارساته وإرهابه. ويبقى هذا القرار خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو إيقاف هذا الحزب عند حده. ويتوقع المراقبون أن يدفع اللبنانيين إلى إعادة حساباتهم في التعامل مع هذا الكيان الإرهابي الذي اختطف الدولة اللبنانية وارتهن قرارها لحساباته الخاطئة. ورأى المحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد الشليمي أنه كان يتعين على دول الخليج تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية منذ زمن بعيد. ولفت إلى أنه كانت هناك العديد من مصادر المعلومات الاستخباراتية الموثوقة تؤكد أنه يدرب عناصر متطرفة لارتكاب عمليات إرهابية. وقال إن الإدانة العربية لحزب الله وداعش والقاعدة دليل دامغ على أن دول الخليج خصوصا السعودية مستمرة في مكافحة الإرهاب والتطرف مهما كان مذهبه وإيديولوجيته وأنها تقوم بقيادة وتحفيز العالم العربي والإسلامي على مقاومته. ورأى عضو مجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي، اعتبار حزب الله منظمة يعني دخول الحزب في حالة عزلة إقليمية ودولية، ووصف ممارسات الحزب بأنها انتحار سياسي أدى إلى سقوطه. واتهم الحزب بأنه ارتهن القرار السياسي اللبناني وأدخل لبنان في نفق مظلم. ولفت إلى أن الخطوة الخليجية تعني أن الكيل قد طفح وأن الأمور تتجه إلى التصعيد، ولا يمكن أن يترك لبنان فريسة للإيرانيين. وآمل أن تدفع هذه الخطوة الأطياف الأخرى في لبنان إلى مواجهة حزب الله والتصدي لممارساته. واعتبر المحلل والكاتب السياسي الدكتور علي الخشيبان، أن تصنيف دول الخليج لحزب الله كمنظمة إرهابية، يعني أولا: أن الحزب الذي تصنفه الكثير من الدول كمنظمة إرهابية يستحق هذا التصنيف من الدول القريبة منه مثل دول الخليج والدول العربية، وثانيا: أن دول الخليج حصلت على الأدلة الثابتة لإرهاب الحزب. ورأى أن دول الخليج صبرت كثيرا على تجاوزات نصرالله وحزبه، وجاء هذا القرار ليؤكد أن دعاة الطائفية والفرقة العربية لا يمكن السكوت عليهم. واتفق الخبير الأمني اللواء متقاعد صابر السويدان، أن هذه الخطوة وإن تأخرت إلا أنها أتت في التوقيت المناسب لتحجيم عملاء إيران في المنطقة.وأكد أن هذا التصنيف سوف يمكن دول الخليج من وقف تخريب وتدخلات هذه المنظمة الإرهابية وأفرادها المنتشرين في دولنا.ورأى ستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله الفوزان أن دول الخليج مارست قدرا كبيرا من ضبط ضبط النفس مع حزب الله، إلا أنه تمادى في خدمة المشروع الإيراني ما دفعها بعد أن اكتشفت حجم مخططاته وخلاياه في أرجائها إلى تصنيفه كميليشيا إرهابية لقطع الإمدادات عنه وإضعافه وتضييق الخناق عليه.