قرر مجلس التعاون لدول الخليج العربية «اعتبار ميليشيات حزب الله بقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة منها، منظمة إرهابية». وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني أن دول المجلس اتخذت هذا القرار «جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميليشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها». وقال: «إن دول مجلس التعاون تعد ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس، والأعمال الاٍرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سورية واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي». وخلص الى انه «نظراً الى استمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، قررت دول المجلس اعتبارها منظمة إرهابية، وستتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة». واعتبر المحلل السياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله «ان القرار موجه أساساً الى أنصار حزب الله في الخليج بأن يكونوا على حذر شديد تجاه دعم حزب إيران في لبنان، وعليهم تحمل مسؤولياتهم إذا خرقوا قوانين مكافحة الإرهاب، هي رسالة لهم جميعاً. أهلاً بهم في دول الخليج ولكن عليهم من الآن وصاعداً الحذر من القيام بأي نشاط وأي ممارسات تخالف هذا القرار». وقال ل «الحياة» إن القرار «يؤكد لكل من لديه أدنى شك، أن الرياض عاصمة الحزم العربي وبقية العواصم الخليجية متحدة في شكل غير مسبوق في مواجهة عبث إيران بأمن المنطقة ومواجهة أعمال حزب إيران في لبنان». ورأى ان للقرار «إجراءات قانونية، وربما سياسية وأمنية وربما مالية، ربما سنعرفها لاحقاً»، مؤكداً ان «لا أحد يشكك في عروبة لبنان ولا عروبة اللبنانيين ودورهم وإخلاصهم لوطنهم العربي، ما حدث أخيراً أن إيران استطاعت أن تختطف القرار السياسي في لبنان، وهذا لا يرضي اللبنانيين ولا يقلل من عروبتهم والآن على الأطراف اللبنانيين مسؤولية أن يكونوا بمستوى القرارات والتأكد أن السعودية ودول الخليج ستدعمهم للتخلص من اختطاف حزب إيران للقرار اللبناني». وسُجل أمس، المزيد من الردود اللبنانية على الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي واصل حملته على المملكة العربية السعودية، واعتبر وزير الاعلام رمزي جريج عبر «المركزية» أن «الجزء المتعلق بالتهدئة واستنكار التحركات الشعبية الأخيرة من خطاب نصر الله كان جيداً. لكن في الوقت نفسه، حمل الجزء الأخير من الخطاب حملة شعواء على المملكة العربية السعودية ونظامها. وهذا أمر مؤسف لأنه موجود في الحكومة. فكيف يمكن أن نحيد أنفسنا ونسير بقرارات الاجماع العربي، فيما أحد مكونات الحكومة يشن هجوماً عنيفاً على النظام السعودي؟». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت ان نصر الله «غير مهتم بمصلحة لبنان ويريد استمرار الحكومة كمظلة له لدعم المشروع الفارسي». واعتبر ان «حوار تيار المستقبل مع حزب الله غير منتج، ولكن هناك اكثرية في المستقبل ترى ضرورة استمراره». وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية أنطوان زهرا إن «حزب الله مستمر بوضع يده على الدولة اللبنانية ويجدد تأكيد دوره الإقليمي بعيداً من المصلحة اللبنانية»، مشيراً إلى أن السيد نصر الله «أظهر عمق المأزق الإقليمي المتورط فيه الحزب في سورية والعراق واليمن والبحرين وكل أزمات المنطقة». وقال: «اللبنانيون ليسوا مستعدين للاستسلام لحزب الله واملاءاته، والحزب يكتشف ان مشروعه لن يتحقق. والحزب لا يريد شريكاً بالقرارت الاستراتيجية ليسأله عن كل تحركاته، ولن نستسلم لأي إرادة وأي فرض». وشدد على أن «السلاح هو الذي أوقف الاستثمارات في لبنان»، مؤكداً أن «السعودية صديق تاريخي للبنان ولا يمكن ان تسيء الى الشعب اللبناني والحكومة، وما قامت به أنها سجلت عتبها وأوقفت الهبة مع الطلب بتصحيح الموقف اللبناني، اما حزب الله فهو اداة الحرس الثوري الايراني في العمليات الخارجية، وهو يتحكم برئاسة لبنان وبعلاقاته الدولية». وعن تحركات مناصري «حزب الله» في الشارع، اعتبر أن «حزب الله وجه تهديداً للناس ليقول لهم أنا استطيع ان اتحرك بالعناصر المنضبطة وغير المنضبطة». وقال الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري من طرابلس: «البلد يمر في ظروف صعبة، نحن بأمس الحاجة فيها إلى التوحد والتعالي عن الصغائر، وإذا وقعت الواقعة في لبنان فلن يكون هناك من يجمعنا من الخارج». وشدد على ان «كل من يتهم طرابلس او باب التبانة او كل حي بهذه المدينة بالإرهاب يكون كاذباً، ويكون هو الإرهابي». وأكد أن «العدو الرئيسي بالنسبة الينا هو الفراغ»، مشدداً على «أهمية البيان الذي صدر عن الرئيسين سعد الحريري ونبيه بري بإدانة الذين مسوا بالدين وشتموا الصحابة، وتأكيد إبقاء المعركة في طابعها السياسي، بعيداً من المذهبية».