شددت دول الخليج العربي خناقها على حزب الله اللبناني، وقررت وضعه على القائمة السوداء الخاصة بالمنظمات الإرهابية، وهو القرار ذاته الذي اتخذه مجلس وزراء الداخلية العرب أمس وسط تحفظات من العراقولبنان. صفعة جديدة وجهتها دول مجلس التعاون الخليجي، لحزب الله، عندما أصدرت بالأمس قرارا جديدا باعتباره، وقادته وفصائله والتنظيمات التابعة له، منظمة إرهابية. وصرح الأمين العام للمجلس، الدكتور عبداللطيف الزياني، بأن دول المجلس اتخذت هذا القرار، جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها الحزب لتجنيد شباب دول المجلس، للقيام بأعمال إرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف. وقال "دول المجلس تعد ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس، والأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في سورية واليمن والعراق، متعارضة مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن العربي". وأكد أنه نظراً لاستمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمة إرهابية، وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن، استناداً إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة. في الأثناء، توقع مراقبون أن تبادر دول عربية وإسلامية وغربية بالتضامن مع دول الخليج، وتضع حزب الله على قوائم الإرهاب. وقالوا إن هذا القرار من شأنه تقييد حركة قيادات الحزب وتنقلاتهم، وتجميد أي أموال مباشرة أو غير مباشرة، مرتبطة بالحزب أو برجال أعمال محسوبين عليه، وقطع الشركات والمصارف العالمية التي لها مصالح في الخليج تعاملاتها مع الحزب حتى لا تتأثر مصالحها في الدول الخليجية. وزراء الداخلية العرب يؤيدون القرار أعلن وزراء الداخلية العرب، أمس، حزب الله جماعة إرهابية، واتهموه بزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، بينما تحفظ العراقولبنان على ذلك. وقال الوزراء في بيانهم الختامي لاجتماعهم بتونس "ندين إدانة كاملة حزب الله الإرهابي لدوره في زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية". من ناحية ثانية، رحب مجلس علماء باكستان بقرار مجلس التعاون باعتبار مليشيات "حزب الله" بقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة إرهابية. وأوضح رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي في تصريح صحفي أمس، أن دول مجلس التعاون الخليجي اتخذت القرار الصحيح والصائب بتصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية لما تمارسه هذه المنظمة والميليشيات المنبثقة عنها من أعمال إرهابية بحق المسلمين في عدد من الدول الإسلامية.
عمليات التحالف الإسلامي قال مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، رياض قهوجي، "هذا القرار يعني من الناحية العملية أنه في حال بدأ التحالف الإسلامي عملياته العسكرية ضد تنظيم داعش في سورية والعراق، فإنه لن يستثني مقاتلي حزب الله، وسيجعل ميليشيات الحزب على قائمة أهداف التحالف الإسلامي، وبهذا المعنى يأتي استهداف الميليشيات، ضمن جهود محاربة الإرهاب"، مبينا أنه وفق التصنيف الخليجي يمكن القول بأنه كما تقوم موسكو بضرب فصائل سورية معتدلة إلى جانب عناصر داعش، باعتبارها إرهابية، سيكون هناك ضرب لحزب الله تحت هذا المفهوم نفسه. تأخر القرار أكدّ عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، مصطفى علوش، أن القرار جاء متأخرا بعض الوقت، لاسيما أن الكثير من اللبنانيين يعتبرونه حزبا إرهابيا، بسبب ممارساته السياسية والعسكرية في لبنان على مدى السنوات الماضية، بدءا باغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، ومشاركته في الحرب داخل سورية، وعمله بشكل منظَّم لإرهاب اللبنانيين. وأضاف علوش، أن وجود ميليشيا مسلحة خارج إطار السلطة يعتبر عملا إرهابيا من الدرجة الأولى، مبينا في هذا السياق أن الأمور في المنطقة لا تحتمل منطق التسويات، بسبب وجود اعتداء واضح من النظام الإيراني الراعي لحزب الله على العراق وسورية واليمن والبحرين والكويت ولبنان من خلال عمليات إرهابية مباشرة، ومؤكدا على أنه يجب أن تكون هناك مواقف رادعة لإيران وحزب الله لأن الأمور في المنطقة لا تحتمل أنصاف الحلول. وعن إمكانية مناقشة القرار الخليجي في جامعة الدول العربية وإقراره في جلسات القمة العربية المرتقبة قال "أعتقد أن الموقف اللبناني سيكرر نفسه، كما حدث في اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرةوجدة تحت شعار الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية.