لم يعد خافيا على أحد أن ميليشيا ما يسمى حزب الله وكافة قياداته السياسية والعسكرية، وفي مقدمتها أمينها العام حسن نصر الله، قد باعت لبنانلإيران، وقبضت الثمن، وهو السيطرة بالقوة على ما تبقى من الدولة التي تم اختطافها بشكل كامل منذ استشهاد الرئيس الحريري، واندلاع ثورة الأرز التي أفضتْ إلى طرد الوصاية السورية، ومن ثم العمل على تحويل لبنان إلى غرفة عمليات متقدمة لصالح إيران، إلى الحد الذي يتحوّل فيه جبران باسيل وزير خارجية لبنان وصهر الجنرال عون، وأحد أهم حلفاء الحزب الميليشياوي، الطامع في كرسي الرئاسة بدعم الحزب وبأي ثمن، إلى ناطق رسمي باسم الخامنئي، ومتحدث مفوض لأمين حزب الله، متجاوزا كل الاجماع العربي في عداء سافر للمملكة التي لا يعرف لها اللبنانيون - بمختلف طوائفهم - إلا أيادي الخير والعطاء والدعم والبناء. لقد تجرعت المملكة الكثير من المرارات من تصرفات حلفاء طهران من اللبنانيين، لكنها ترفعتْ عن مواجهتهم أو اتخاذ أي موقف قد يضر بلبنان كبلد وكشعب. وحاولت قدر الإمكان أن تتجنب تلك المهاترات التي يقودها نصرالله بمنتهى الرعونة استرضاء لأسياده في طهران، محاولة تغليب المصلحة القومية على ما يصيبها من الأذى من حفنة من الأدوات والإمّعات التي رهنتْ نفسها وأتباعها ومريديها لملالي قم، رغم استمرار مهاترات الحزب ومواقفه غير المسؤولة، لكن وبعدما تفاقمت التصرفات الحمقاء التي تعرف أنها تقامر بموقع لبنان في أمته العربية، وتمادي الحزب في إرهابه وتدخلاته في الشأن الداخلي السعودي، ودعم كل القوى التي تحارب المملكة، ومحاولة زعزعة الأمن الإقليمي، قررت المملكة أن توقف المعونة العسكرية للجيش اللبناني، وكذلك قوى الأمن، في رسالة شديدة الوضوح لضرب يد الحزب للحد من تلك التصرفات الهوجاء، لكن الحزب وأمينه العام السادر في غيه واصل التمادي في محاولة الإضرار بالمملكة ودول الخليج، وتدبير المؤامرات عبر الحوثيين في اليمن للقيام بأعمال عدائية ضد المملكة، الأمر الذي دفع قادة الخليج لاتخاذ قرار كان لابد من اتخاذه، وهو تصنيف هذا الحزب المارق بكافة أجنحته وقياداته، كمنظمة إرهابية استنادا على سجل طويل من الممارسات الإرهابية في سوريا والعراق والبحرين واليمن ودول الخليج، وحتى في الداخل اللبناني الذي أصبح رهينة بيد سلاح الحزب الذي يحاول أن ينتسب زورا وبهتانا إلى الله، وهو الذي لم يتوان عن التورط في تجارة المخدرات حينما تقلص حجم الدعم الإيراني بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران. وقد أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن دول المجلس تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس والأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في سوريا واليمن والعراق تتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديدا للأمن القومي العربي. وهنا ينبغي أن يتوقف ساسة لبنان من فريق حزب الله تحديدا ليسألوا أنفسهم : إلى أين يأخذون وطنهم في جريهم خلف حزب الضلال؟ وأي مصلحة للبنان العربي في طيّه ضمن عباءة الولي الفقيه المصنوعة بخيوط نسيج صفوي؟.