أكد المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد الركن أحمد عسيري أن إيران تستخدم الميليشيات للتدخل في شؤون الدول الأخرى، فهي تستخدم حزب الله في لبنان، كما تستخدم الحوثيين في اليمن، والميليشيات في سورية والعراق. وشدد في مؤتمر صحفي لقيادة تمرين «رعد الشمال» أمس (الاثنين) في حفر الباطن أن أمن السعودية والخليج خط أحمر. ولفت في رده على سؤال «عكاظ» إلى أن التمرين يهدف لتبادل الخبرات العسكرية بين الدول المشاركة واختبارها وليس موجها ضد إيران أو غيرها، وعندما تتخذ المملكة والدول المشاركة في التمرين تدابير لحماية أمنها فهذا من حقها، وإذا فهمت إيران أو اغيرها أن هذا التمرين رسالة لها فهذا من حقها أيضا، موضحا أن تدريبات التمرين التي تختتم بعد غد (الخميس) شملت مناورات للتعامل مع حروب العصابات. وقال إن «20 دولة عربية وخليجية انضمت للتدريبات من أجل إيجاد التوافق والتكامل بين تلك القوات، واكتساب خبرة، لتصبح عملية التنظيم أسرع بين تلك القوى المختلفة إذا ما استدعت الحاجة». وكشف أن هناك خارطة طريق لتشكيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، مؤكدا أن التحالفات تشكل عملية تكاملية بين الدول وأن المنطقة غير مستقرة، ورفع الجاهزية العسكرية مطلوب. ولفت إلى أنه لا توجد علاقة مباشرة ما بين رعد الشمال والتحالف الإسلامي الذي ينتظر أن يجتمع رؤساء أركانه قريبا، ويعقبه اجتماع لوزراء الدفاع للدول المشاركة للإعلان الرسمي بعدها عن إنشاء التحالف الإسلامي. وأكد أن الدروس المستفادة من هذا التمرين هي توحيد العقائد العسكرية للجيوش المشاركة، مضيفا أن المناورات الأكبر في تاريخ المنطقة ساهمت في رفع مستوى الجاهزية لقوات التحالف الإسلامي بمشاركة أحدث التجهيزات العسكرية من الدبابات والطائرات، وتركزت المناورات على تدريب القوات على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية والميليشيات، والجماعات الإرهابية، كما أنها تعد من أكبر التدريبات المشتركة التي تشهدها المنطقة من حيث نوعية وأعداد الأسلحة والمعدات المشتركة. وبين أن مناورات رعد الشمال مرتبطة بالأوضاع في المنطقة من أجل الحفاظ على الشرعية في دول المنطقة ضمن تحالف عربي إسلامي، وقال «التدريبات تهدف إلى رفع جاهزية قوات الدول المشاركة فيها، بما يجهز كل دولة مشاركة لأن تكون جزءا في التحالف أو قائدة له أو مستضيفة له». وأردف «الدول المشاركة في رعد الشمال تسعى لكسب الخبرة والاحتكاك بين الجيوش المشاركة حسب مدارسها العسكرية لرفع جاهزيتها». وشدد أن التركيز على بيئة الحرب غير النظامية وهي مواجهة التنظيمات الإرهابية، وهناك حاجة للجمع بين العمل الأمني والعمل العسكري، وفي هذا التمرين يجري تدريب الجيوش للتحول من الحالات التقليدية إلى الحروب غير النظامية والعكس، والتمرين يعمل على تكييف الجيوش لمواجهة العصابات والتنظيمات الإرهابية. وحول عدد القوات المشاركة في التمرين، قال «ليس المهم العدد بل المهم حشد قوات كافية لأداء المطلوب والتعامل مع التهديدات، ولدينا قوات مشاركة متخصصة وأخرى جاهزة للالتحاق بالعمل إذا استدعى ذلك». وتابع «العمل في تحالفات لا ينتقص من قوة الدول عسكريا، والولايات المتحدة أكبر قوة عسكرية لكنها ذهبت إلى أفغانستان مع 28 دولة رغبة منها في التكامل وليس لأنها لا تقدر». وأشار إلى أن كل عمل عسكري مشروع دوليا تسعى الدول إلى المشاركة فيه رغبة منها في ترسيخ الأمن والسلم، وكذلك الأمر مع موضوع اليمن، فالسعودية قادرة لوحدها على الأعمال العسكرية لكن الدول المنخرطة في التحالف راغبة في إعادة الشرعية في اليمن وصد الانقلابيين. وإجابة على سؤال «عكاظ» حول إمكانية وجود نسخ أخرى قادمة لتمرين رعد الشمال، قال «الآن ندرس ونقوم نتائج هذا التمرين وإذا رأت الدول المشاركة تنظيم نسخ أخرى فستكون المملكة مرحبة بذلك ومن أوائل الدول المشاركة فيه». وأكد أنه لم يرفض طلباً لدول أرادت الانضمام للتمرين، بل سيكون هناك ترحيب بأي دولة تريد الانضمام للدول المشاركة فيه. وردا على ما ذكرته بعض وسائل الإعلام حول أن مشاركة بعض الدول «روتينية» في «رعد الشمال» وأنها لا تزال تدرس مشاركتها الفعلية في حال وجود حرب حقيقية، ذكر أن من يقول مثل هذا الكلام لم يعرف مفهوم التمرين الذي ليست فيه عضوية دائمة حتى يطلب من الدول الوفاء بالتزامات محددة، وإنما هو تمرين ينتهي بنهاية المشاركة في العمليات القتالية وهو حق سيادي للدول ولا يحق لأحد التحدث نيابة عنها بخصوصه.