أكد أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز على أهمية مشروع نبراس الوطني في التعريف بمخاطر المخدرات وضرورات الوقاية منها والعمل على التنسيق بين كافة الجهات الأمنية والحكومية والتصدي لكل من يحاول استهداف شباب الوطن والنيل منه. مبينا أن منطقة جازان منطقة حدودية في الجنوب ويتطلب ذلك تركيز الجهود للوقوف بحزم في وجه كل من يحاول إدخال المواد المخدرة عبر التهريب. مشيدا في ذات الوقت بمشروع نبراس في تسليط الضوء على الأضرار والآفات التي ينتج عنها ترويج المخدرات. جاء ذلك قبل ساعات من رعاية الأمير محمد بن ناصر لحفل افتتاح وتدشين فعاليات الملتقى التعريفي الثامن للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) الذي تنظمه اليوم الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمديرية العامة لمكافحة المخدرات في جازان. قصص مؤلمة وشدد الأمير محمدعلى أهداف البرنامج الوطني والتعريف بالآثار السلبية والمدمرة للمخدرات والإسهام في الحد من انتشارها ووقاية الشباب بنشر الوعي في المنشآت التعليمية وتكثيف البرامج في المدارس والجامعات وعرض القصص المؤلمة الناجمة عن التعاطي. مشيرا إلى أن الدين الإسلامي حصن الفرد وسعى إلى حمايته من المسكرات وما يذهب العقل بتشريعات تحفظ للمسلم عرضه ودينه وخلقه وتعاقب كل من يتجاوز الشرع ويستهدف الضرر بالأسرة والمجتمع بتنفيذ الأحكام الصارمة ضد مروجي المخدرات. 6 مناطق يحظى مشروع نبراس بمتابعة واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. وجاءت انطلاقة المشروع لتوحيد الجهود في المكافحة ويستمر لمدة خمسة أعوام كمرحلة أولى، ويأخذ أبعادا محلية وإقليمية ودولية. وقد دشن المشروع في ست مناطق بهدف خلق بيئة خالية من المخدرات من خلال نشر ثقافة الوقاية عبر وسائل الإعلام المختلفة، واستغلال وسائل الدعاية والإعلان لتعزيز القيم الإيجابية والتشجيع عليها. وصمم المشروع بإشراف نخبة من الباحثين والمختصين في مجال الوقاية ليكون مشروعا متكاملا يغطي كافة الجوانب ويستهدف كل فئات المجتمع. وأطلقت أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عددا من ورش العمل للتحضير لتنفيذ برنامج مختص بتعزيز القيم لدى الأطفال كتجربة أولى، سعيا من «نبراس» لإكساب الأطفال عددا من القيم ذات الأهمية التي تسهم في حمايتهم وبناء شخصيتهم. إستراتيجية وطنية وأوضح أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات رئيس مجلس إدارة مشروع «نبراس» عبدالإله الشريف أن الإستراتيجية الوطنية للمكافحة لاقت استجابة مبكرة من المجتمع لمواجهة المخدرات وتطوراتها المحتملة، وتهدف الإستراتيجية إلى رسم السياسات الوطنية في مجال المكافحة، وتحديد الأولويات والتنسيق والمتابعة مع الأجهزة المعنية فيما يتعلق بتنفيذ الخطط والبرامج المرسومة وتنظيم جهود الجهات الحكومية والأهلية في هذا المجال. وأضاف الشريف أن اللجنة الوطنية صممت مجموعة من المشاريع التي تساعد في توجيه نهج المجتمع عبر أجهزته الحكومية والأهلية المختلفة لتبني عدد من الخطوات التي تتلاءم مع متطلبات الخطوات لحماية المجتمع وأفراده، بدءا من عمليات التنشئة المهنية وعملية التعليم الرسمي، والاحتواء المبكر عبر مؤسسات العمل، أو من خلال مرحلة الإصلاح والتوجيه. تدريب العشرات من جانبه يؤكد رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع مستشار اللجنة الوطنية الدكتور نزار الصالح أن «نبراس» بدأ بتفعيل برامجه في المناطق التي تم تدشينه بها، وبين ان الاستثمار بالجانب البشري من أهم ما يوليه «نبراس» حاليا من خلال تدريب العشرات من المدربين المتخصصين على العمل الوقائي لنقل مهارات التدريب لزملائهم في جميع أنحاء المملكة، وأن سياسة «نبراس» هي في بناء المهارات للعمل الوقائي لنصل مع الوقت إلى الاكتفاء الذاتي في الكفاءات السعودية المدربة القادرة على حماية المجتمع من آفة المخدرات. مؤكدا أن الملتقيات العامة، والندوات العلمية، واللقاءات الممنهجة مع أطياف المجتمع، التي ينتهجها نبراس ستؤدي مع الوقت لمزيد من الوعي والإدراك. زيادة الوعي وفي ذات الاتجاه أكد الرئيس التنفيذي للمشروع أن الوقاية تعتمد على زيادة الوعي المجتمعي لتقليل الطلب على المخدرات، مما سيؤدي إلى تقليل نسب الجريمة المرتبطة بالتعاطي، وتقليل نسب الحوادث المرورية المرتبطة بالسموم وتحقيق نسب إيجابية في جودة الأداء لدى الطلاب والعاملين إذا زاد وعيهم بخطورة تعاطي المخدرات، إضافة إلى بناء كفاءات قادرة على التخطيط والتنفيذ للبرامج الوقائية عالية المستوى. سرية تامة وامتصاص لتوترات الأسر مدير إدارة البرامج الوقائية والعلاجية علي الشيباني، أكد أن المركز يتعامل مع الحالات التي تصل إليه بسرية تامة، حيث يتم تقييم وضع الحالة بواسطة المستشارين، الذين يتعاملون مع الحالة وفقاً لما تفترضه معايير العمل ، إذ يتم امتصاص توتر الأسر ويتم توجيههم لكيفية التعامل الصحيح مع الحالة لإعادة علاقات الاحترام والتعامل السلمي والنصح، كما يتمّ رسم برامج تعامل أسري متخصصة مع الحالات ومع الأسر، وتتم المتابعة بشكل مكثف مع الحالة. وأشار «الشيباني» إلى أهم الإنجازات التي حققها المركز، ومنها توفير أخصائيين في مستشفيات الأمل لمتابعة الحالات ورفعها للمشرف على المركز. برامج نسائية ضد المؤثرات العقلية عن البرامج النسائية أوضحت مديرة البرامج النسائية هناء الفريح أن برنامج الأسرة يعد أحد المكونات الأساسية لمشروع «نبراس»، المتمثلة في رفع مستوى وعي الآباء والأمهات بخطر تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وتنمية مهارات الأبوين بطرق ووسائل تثقيف الأبناء ووقايتهم من خطر تعاطي تلك المؤثرات العقلية، موضحة أنه سيتم تنفيذ برامج الوقاية الأسرية في عدد من الجهات الحكومية والأهلية والتي منها وزارة التعليم، وزارة الشؤون الاجتماعية، مراكز التنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية، وزارة الصحة، المديرية العامة للسجون، هيئة حقوق الإنسان، مجلس الشورى، بالإضافة إلى عدد من المراكز التجارية أساتذة جامعات في تطبيقات الوقاية أبلغ الدكتور سعيد السريحة مدير إدارة الدراسات والمعلومات بأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن أول برنامج تدريبي أطلق، كان لتطبيق برنامج الوقاية عبر بيئات التعليم الجامعي، و تم استقطاب أساتذة جامعيين وخبراء تدريب من 10 جامعات ومن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والكليات العسكرية ومن معاهد التعليم العسكري، فضلاً عن خبراء الوقاية من المديرية العامة لمكافحة المخدرات والدوريات الأمنية والسجون، وتم تدريبهم على مدار 60 ساعة تدريب ومن المتوقع إيصال برامج الوقاية إلى أكثر من نصف مليون مستفيد وذلك خلال ستة أشهر.