وفي ورقة قدمتها الدكتورة لمياء باعشن اختارت شخصية القاص الراحل «سباعي عثمان» لورقتها «المأزق الوجودي في تجربة باعثمان القصصية»، معللة ذلك بأن «هناك أكثر من موضوع محدد في شخصه، حيث كان مسؤولا عن ملحق ثقافي في الزميلة جريدة المدينة، التي كانت رائدة بهذا الملحق في جمع الكتاب وبالذات في القصة القصيرة وكان سباعي متسيدا الساحة، ليس فقط في رعاية المواهب التي كانت تكتب قصصا للملحق تحت إشرافه، بل هو نفسه كان كاتب قصة، وملامح القصة القصيرة التي أنتجها هي ما يهمنا، فلديه فنيات وتقنيات داخل القصة القصيرة استطاع بها أن يزاوج بين الموضوع الذي يختاره وبين الشكل الفني للقصة القصيرة. وأكدت باعشن أنه «ربما استغل تقنيات القصة لخدمة الموضوع الذي اختاره. والمأزق الوجودي في تجربة سباعي عثمان المفصل الذي حاولت من خلاله التركيز عليه في عدة محاور فرعية للموضوع الرئيسي للملتقى، إذ كانت شخصية سباعي عثمان إبداعية مؤثرة في الحركة الأدبية في مرحلة الثمانينات ومساهمة في التأسيس للكتابات التجريبية في مجال القصة القصيرة وداعمة وموجهة من خلال مؤسسة إعلامية للكتاب ونتاجهم الابتكاري، ومن يتابع المنجز القصصي لسباعي عثمان سيهوله مدى التواصل والتعالق ليس فقط مع المعطيات الثقافية للعالم العربي ولكن مع تلك السائدة في الغرب آنذاك». وأوضحت باعشن أنه «في تقنيات القصة القصيرة في بلادنا نحا بها نحو أفق السرد القصصصي التأثيري وهو مدرك لأهمية الاحتراف ما جعله يؤثر في الجيل الذي تلاه ومرد ذلك خبرته في التعامل مع أنماط سردية وتراثية عالية انعكست على أغلب أعماله، كما تجد في نصوص عثمان عشقه الحميم لالتقاط صور الحارة القديمة وأبطالها فهو حين يقدم للقارئ ملامح اجتماعية عن البيوتات العتيقة والمراكيز والمقاهي والأسواق القديمة في جدة يدعم هذه الصور باللهجة الحجازية التي تنبثق بين المتحاورين في النص القصصي». وذكرت أنه «أخذ الأديب والقاص سباعي عثمان على عاتقه دعم الأقلام القصصية الشابة وذلك بنشر نصوصهم عبر ملاحق ثقافية خصها للقصة مثل (سوق عكاظ) و(دنيا الأدب) فتزاحم على هذه الصفحات جيل من القصاصين فكان يمحضهم النصح ويقيم أعمالهم وينشرها في الصحف التي عمل بها (المدينة، عكاظ)، فكان تأثيره بارزا على بعض كتاب القصة حتى رحيله».