يروى أن الرئيس اللبناني الأسبق سليمان فرنجية عندما كلف الرئيس صائب سلام تشكيل الحكومة الرابعة في عهده اشترط عليه توزير نجله طوني في الحكومة، فرفض الرئيس سلام ذلك قائلاً: «لن يسجل التاريخ عليّ توزير نجل رئيس الجمهورية في حكومتي». فاستدعى الرئيس فرنجية الرئيس رشيد الصلح إلى القصر الرئاسي وأعلمه تكليفه تشكيل الحكومة فوافق الرئيس الصلح مشترطاً امراً واحداً مما أثار استغراب الرئيس فرنجية الذي بادره متسائلا وما هو شرطك؟ فقال الرئيس الصلح: «اشترط قبولك توزير نجلك طوني في الحكومة التي سأشكلها». بعد 41 سنة يرتسم نهجان في إدارة العمل الحكومي في لبنان، نهج صائب سلام من جهة ونهج رشيد الصلح من جهة أخرى وهنا يدور التساؤل أي من النهجين يحتاج لبنان بخاصة أن الحكومة الآن هي التي تدير البلاد مع فراغ سدة الرئاسة الأولى جراء امتناع حزب الله وحلفائه عن تأمين النصاب الدستوري المطلوب لانتخاب رئيس للجمهورية؟! لبنان وحكومته بحاجة لنهج الرئيس الراحل صائب سلام عندما طرق بقدمه غرف التنصت التابعة للاستخبارات في حينه والتي كانت تعرف بالمكتب الثاني. بحاجة للرئيس صائب سلام الذي قال وبحزم: «لبنان واحد لا لبنانان». والذي قال بعزم: «لا غالب ولا مغلوب».. في حلكة ظلام الأيام التي وضع حزب الله لبنان فيها خدمة لأجندة فارسية يحتاج لبنان لقامة كقامة صائب سلام وتحتاج الحكومة اللبنانية أن تكون وريثة نهج الرئيس صائب سلام لا نهج الرئيس رشيد الصلح، فالوراثة واضح من له الحق فيها ومن الخطأ بمكان أن نحيد عن إرثنا للبحث عن إرث ليس لنا. الحكومة اللبنانية يجب أن تدرك أن العالم قد تغير وأن الأدوات التي كانت تعتمد لمعالجة الأزمات باتت قديمة وغير نافعة، فالعصر هو عصر الحزم.وزير لبناني في الجلسة الأخيرة للحكومة وبعد احتدام النقاش مع وزراءحزب الله خاطب أحدهم قائلا: «أنت رجل قوي الحجة والشكيمة ولكن ماذا نفعل لو أمطرت الدنيا وأنت ترتدي قميصاً؟ هل نبغض المطر أم نضع غطاء سميكاً لاتقائها؟. الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام يجب أن تقرر من ترث صائب سلام أم رشيد الصلح.