استعرضت في الأسبوع قبل الماضي أهمية «موسوعة ثقافة المجتمع المكي خلال نحو قرن ونصف قرن»، ويسعدني اليوم أن أقدم للقارئ الكريم لمحات عن محتوى المجلدات التسعة التي أصدرها الأستاذ الدكتور إسماعيل بن السيد خليل كتبخانه، الذي قال عنها في المقدمة التي نشرت بالمجلد الأول وعنوانه «مدخل عن الثقافة وصفحات عن مكةالمكرمة والحرم الشريف والمساجد» : «الموسوعة هذه التي بين أيدينا، نقدمها لأهالي مكةالمكرمة الكرام أولا ولجميع أبناء الأمة الإسلامية جمعاء في أرجاء المعمورة، والتي تشتاق وتتلهف بشدة للمجيء إليها ورؤية الكعبة المشرفة والحرم الشريف ومعالمه. موسوعة (ثقافة المجتمع المكي خلال نحو قرن ونصف القرن 1300/1436ه) تتناول في مجلداتها التسعة ثقافة مكةالمكرمة في بعديها المادي والمعنوي، تلك الثقافة التي تمثل أسلوب مجمل حياتها وتراثها الاجتماعي المتفرد والنابع أساسا من العقيدة الإسلامية الصحيحة، والفهم الصحيح لها، والبعد عن الظلم والغش، والأخذ بالأخلاق الحسنة الفاضلة، وحب الخير للجميع، ونصرة المظلوم، ومساعدة المحتاج، وغيرها من المحاسن والفضائل التي يتصف بها سكان مكةالمكرمة التي لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعا». وفي «مقدمة الخويطر» يقول معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر رحمه الله : «الدراسة التي أمامنا دراسة مثقف، أدرك أهمية المجتمع، وأهمية دراسته، ومن حسن حظه، وحظنا، أن دراسته جاءت عن أطهر بقعة على الأرض، مكةالمكرمة، قبلة المسلم في كل مكان يتجه إليها المسلم خمس مرات في اليوم على الأقل، تهفو إليها جوانحه، ويخفق قلبه، ويطرب المسلم أينما كان عندما يعرف أن هناك دراسة شاملة عنها، تصور كل جانب من جوانب مجتمعها، ماضيا وحاضرا، لأن هذا يرسخ في ذهنه صورتها، ويعمق البهجة في استحضار ما كانت عليه، وما هي عليه الآن». والواقع أنها موسوعة بمعنى الكلمة، لما اشتملت عليه من معلومات ينتفع بها المثقف والمؤرخ والكاتب والصحفي وطلاب العلم في جميع المراحل التعليمية، وهو ما يدعوني أن أهيب بالناس عامة وبالوزارات العامة لتوزيعه على الطلاب، وكذا الأمر بالنسبة لوزارة الخارجية لتوزيعه على السفارات ووزارة الثقافة والإعلام لتزويد النوادي الأدبية بها وإهداء نسخ من الموسوعة لضيوف المملكة وللمؤلف صادق التقدير. مع رجاء المعذرة للتأخر في نشر الحلقة الثانية لظروف لا إرادية. السطر الأخير : فكابروا المجد مل أكثرهم وعانق المجد من أوفى ومن صبرا.