حمل باحثون عرب وألمان جماعات الإسلام السياسي من المتطرفين والإرهابيين مسؤولية تشويه صورة العربي في الذهنية الألمانية. وتناول المشاركون في ندوة الدولة الضيف عن العلاقات بين المسلمين والعرب من جهة، والألمان من جهة أخرى. في ظل المتغيرات والمعطيات التي انطلقت ظهر أمس في قاعة المؤتمرات. وعزا الباحث اللبناني الدكتور رضوان السيد إلى أحداث 11 سبتمبر 2001 مسؤولية التغير في المواقف الألمانية تجاه قضايا العرب والمسلمين خصوصا في ظل معطيات وظروف استثنائية أثارت السخط والقلق، منها الهجرة نحو ألمانيا، وتصاعد مشاهد القتل والتفجير والتدمير التي انتهجتها الجماعات التي تطلق على نفسها جهادية». وأضاف أن «هذه الظروف أحدثت حالات سوء فهم وانطباعات سلبية»، مشيرا إلى أن «هناك خلط بين تصورنا أن الغرب عدو للمسلمين التكفيريين المتطرفين، وبين تصور البعض أنهم أعداء للإسلام». ووصف المستشرقين الألمان بأنهم «أسهموا في تطوير البحث العلمي ومنها فهرسة المخطوطات، وافتتاح عهد الكتابة في الشعر العربي القديم، وإشكالات الأصالة والانتحال». مؤكدا أن «الاستشراق الألماني أثر لدى النخب في التعريف بالعرب وبالمسلمين وعلم العرب والمسلمين أصول التحقيق العلمي للمخطوطات العربية والإسلامية»، لافتا إلى أنه «في ظل تنامي حركات التطرف والإرهاب فإن الغرب عموما وألمانيا خصوصا لن يستطيعوا إلا أن يكونوا في جانب العداء للعرب والمسلمين». في حين قال رئيس تحرير مجلة «فكر وفن» الألمانية الباحث شتايفن فايدنر إن «هناك ازدواجية لتقييم صورة العرب في المخيلة الألمانية؛ كونها تختلط صورة العرب بصورة المسلمين مع صورة الأتراك الذين هم سبب الخوف من العرب والمسلمين»، مشيرا إلى أن «صورة العرب في الذهنية الألمانية كانت أقرب إلى الأسطورية؛ إذ كانت الصورة في القرن التاسع عشر إيجابية، وينظر الألمان للعرب على أنهم نبلاء وأصلاء وكرماء وأبطال». لافتا إلى أن كتاب «ألف ليلة وليلة» رسخ الصورة البطولية السحرية في المخيلة الألمانية حتى وقعت هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية على يد الحلفاء وظهرت قصة مجازر الهولوكست فتغيرت الصورة خصوصا بعد انقسام ألمانيا إلى شرقية وغربية. وأضاف أن «ألمانياالشرقية تضامنت مع العرب من خلال قضية فلسطين حتى وقع الهجوم على الفريق الإسرائيلي في ميونخ 1972، إذ حضرت صورة الإرهابيين العرب ومع أحداث 11 سبتمبر 2001 حضرت صورة الإرهابيين المسلمين ما نجم عنه تصاعد جماعات الإسلاموفوبيا». في حين تحفظ الوزير السابق الدكتور علي النملة على أن «الخطاب التبجيلي للإستشراق الألماني، وعلى الخطاب المعادي كون الاستشراق ليس خيرا كله ولا شرا كله، وإنما تخضع الأمور للنسبية وتفرض الموضوعية أن نكون منصفين ولو من خلال رؤية 20 % أنه إيجابي.