رحبت أطياف واسعة من المعارضة السورية السياسية والعسكرية بما قاله مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد العسيري حول المشاركة في أي عملية برية في سورية ضد داعش. واعتبرت أن الواقع في سورية يحتاج إلى عاصفة حزم جديدة. واعتبر رئيس المجلس الوطني الأسبق الدكتور برهان غليون أن الفكرة إيجابية، فيما قال رئيس الائتلاف السابق هادي البحرة إن للمملكة باعا طويلا في مكافحة الإرهاب. كما أيدت الفصائل العسكرية المعتدلة التدخل. وأكدت أنها ستكون إلى جانب هذا العمل، ودعت إلى أن يكون إرهاب الأسد على القائمة. هادي البحرة: اختبار لجدية ردع الإرهاب رأى رئيس الائتلاف السابق هادي البحرة أن تفاقم الإرهاب في الداخل السوري اليوم يدعو أكثر من أي وقت مضى إلى مضاعفة الجهود الدولية لتخليص الشعب السوري من خطر التنظيمات الإرهابية على واقع ومستقبل الشعب السوري. مشيرا إلى أنها فكرة ذكية من شأنها اختبار نوايا الدول التي تعتزم فعلا محاربة الإرهاب.. ولا بد من تفعيلها على أرض الواقع. لتكون هناك في سورية عاصفة حزم جديدة. وقال البحرة ل«عكاظ» إن المسؤوليات التاريخية للمملكة بحكم دورها الفاعل في المنطقة تحتم مثل هذه الخطوة الإيجابية في التدخل البري ضد التنظيمات الإرهابية، خصوصا أن المملكة العربية السعودية من الدول التي أثبتت لكل العالم دورها في قمع مثل هذه التنظيمات وتقديمها الدعم اللازم للدول الفاعلة. واعتبر أن أية مشاركة لقوات برية سعودية على الأراضي السورية من شأنها أن تحد من حالة الانفلات على الأراضي السورية في ظل التمدد الروسي والقتل اليومي بحق السوريين على المناطق الحدودية بين سورية وتركيا. داعيا في الوقت ذاته إلى أن يكون نظام الأسد جزءا من مكافحة الإرهاب. وقال إن اقتراح السعودية لفكرة التدخل سيكون اختبارا حقيقيا للقوى الدولية التي تحارب الإرهاب ويمحص جدوى الضربات العسكرية التي تنفذها روسيا والتحالف الدولي. مؤكدا أن السعودية مثلما كانت حازمة في الوضع اليمني ستكون حازمة في الوضع السوري في حال لقي المقترح تجاوبا دوليا.. خصوصا من الولاياتالمتحدةالأمريكية. غليون:خطوة إيجابية عد أول رئيس للمجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون، فكرة التدخل السعودي البري في سورية لمواجهة التنظيمات الإرهابية، فكرة بناءة وإيجابية، خصوصا إذا حظيت بالتأييد الدولي وعلى وجه التحديد العربي، لافتا إلى أن توسيع المشاركة العربية إضافة إلى الدولية يعطي الأمر أهمية أكثر. وقال غليون ل «عكاظ»: منذ بداية الثورة طالبنا أن يكون هناك تدخل عربي في سورية من أجل وقف المجازر التي يرتكبها النظام، ومع تطور الأحداث ظهر خطر داعش، الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته تجاه الأزمة السورية بدلا من حالة التجاهل التي فاقمت الأوضاع ووصلت إلى ما هي عليه الآن. واستفادت منها التنظيمات الإرهابية. وأشار غليون إلى أن الدور السعودي منذ بداية الثورة كان مساندا للثورة، خصوصا على المستوى السياسي، وما ظهر أخيرا في مؤتمر الرياض وتوحيد الفصائل السياسية والعسكرية تحت مظلة واحدة دليل على رغبة السعودية في توحيد قوى المعارضة وإحداث تحول في المعادلة السورية. ولفت إلى أن ما قاله العميد أحمد عسيري حول استعداد المملكة للمشاركة في أي عملية برية بالتوافق الدولي، يدل على جدية المملكة في محاربة الإرهاب على الأراضي السورية، وفي الوقت ذاته يكشف مدى عزم القوى الدولية على إنهاء الإرهاب في سوريا، مشيرا إلى أن إرهاب نظام الأسد يجب أن يكون على طاولة البحث. عادا هذا النظام المفرخة الحقيقية للإرهاب.