دعا المعارض السوري الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، برهان غليون، إلى تحركٍ عربي في سوريا ينهي مأساة شعبها، وقال إنه ليس بالضرورة أن يتدخل العرب عسكرياً في سوريا كما يجري حالياً في اليمن، لكن يمكنهم العمل على تقوية علاقاتهم بالثوار السوريين وتقديم مزيد من الدعم للمعارضة التي تخوض معركة مزدوجة ضد نظام بشار الأسد وقوات حزب الله والمقاتلين المتشددين. وقال غليون، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، إن أبناء الشعب السوري يأملون في مبادرة عربية خالصة بروح «عاصفة الحزم» تنهي حرب الإبادة ضدهم وتخلِّصهم من النظام وحزب الله وتنظيم «داعش» الإرهابي. في سياقٍ متصل؛ اعتبر غليون، وهو أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون بفرنسا، أن المملكة العربية السعودية فتحت الباب نحو إنشاء نظام عربي دفاعي يدافع عن أمن وسيادة العرب ويستعيد لهم مكانتهم في مواجهة المشروع الإيراني، معتبراً مقترح إنشاء القوة العسكرية العربية الموحدة مهمةً تاريخية وعاجلة تحمي مستقبل الشعوب العربية، داعياً الدول الأعضاء في الجامعة العربية إلى دعم هذا التوجه مستغلين الحالة الإيجابية التي خلَّفتها «عاصفة الحزم». وفسَّر غليون صدمة الإيرانيين من «عاصفة الحزم» ب «شعورهم وللمرة الأولى منذ 3 عقود بأن هناك من يصدّهم ويردع تمددهم بقيادة المملكة، وهو ما بات يشكل خطراً على مشروعهم ويدحض الحديث عن اكتمال سيطرتهم على المنطقة»، مشيراً إلى تأثر سلبي مؤكد على حلفاء إيران في المنطقة بعد العملية العسكرية في اليمن. ورأى غليون أن هذه المعركة تذكَّر العرب بحرب «ذي قار» التي وقعت قبل ظهور الإسلام وانتصر فيها العرب على الفرس للمرة الأولى، وشدد على أن العرب مُطالَبون بمزيدٍ من التحرك ضد الأدوات الإيرانية في دول أخرى بالمنطقة. وعن احتمالية تغيير الإيرانيين سياساتهم تجاه المنطقة؛ استبعد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري تغييرها، وتوقَّع أن تستمر طهران في تجاوزاتها وألا تتراجع عن تدخلاتها البغيضة في الشأن العربي القائمة على إشعال النزاعات الطائفية وضرب العرب ببعضهم بعضاً.