خلال الأشهر الماضية من العام المنصرم 1436 بالإضافة إلى الشهور الأربعة التي نعيش الأيام الأخيرة من الشهر الرابع منها، كان لي ما بين أسبوع وآخر مقال عن المرور وضعف أداء رجاله وعدم الاهتمام بتطبيقهم للنظام، وما ينتج عن ذلك من حوادث بسبب تهور السائقين، وتلاعبهم في السير بالطرق ما بين يمين وشمال، وشمال ويمين، والسير بالسيارة عكس الاتجاه، وفوق كل ذلك السير بسرعة البرق على أكتاف الطرق ليتخطوا جميع السيارات، وهو ما تسحب الرخصة في أي مكان بالعالم لأجله ممن يفعل ذلك. والغريب أنه لم يتغير شيء بالرغم مما كتبت وما كتبه الزملاء في «عكاظ» وغيرها من الصحف، حتى قال بعض الذين لايغادرون منازلهم إلا نادرا وبسيارة يقودها سائق: «زودتوها يا جماعة ما عندكم غير المرور تكتبوا عنه؟»، وما ذلك إلا لأنهم لم يكتووا بمآسي الحوادث التي قال عنها الهلال الأحمر في ما نشرته «الاقتصادية» بتاريخ 3/4/1437: «إن مدينة الرياض تشهد وقوع 23 حادثة في الساعة الواحدة»، وما أحسب أن جدة بأقل منها، وهو الأمر الذي أزعج كبار المسؤولين، والشاهد على ذلك ما نشرته «عكاظ» يوم الجمعة 12/4/1437 بعنوان: (مدير الأمن العام لمديري المرور: عملكم غير مرضٍ وسأتابعكم حتى يتغير) وقد جاء فيه: «صارح مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج، مديري إدارات المرور بجميع المناطق، بأن أداء إداراتهم «غير مرضٍ»، منتقدا ما اعتبره عدم وجود أي تطور ملموس في أعقاب توصيات اجتماع المرور الأخير العام السابق وحتى الآن، ومتوعدا برصد أداء المرور حتى يتغير ويقول المجتمع كلمته لما يشاهدونه من تغير ملموس». ثم أضاف قائلا في الاجتماع الأخير لرجال المرور: «اجتمعت بكم العام السابق والآن أجتمع بكم ولم يتغير واقع الحال، ومشكلة المرور أصبحت حديث المجتمع، وحوادث المرور قاتلة في بلدنا ومقلقة، وأصبحت حوادث المرور في بلدنا هي القاتل الأول». وقال مدير الأمن العام في ختام حديثه مخاطبا رجال المرور إن اجتماعه «ركز على ثلاثة محاور، أولها معالجة جميع ما يخص السير والسلبيات الموجودة وتجاوزات أنظمة المرور، ثانيها معالجة ما يخص الحوادث المرورية والتأخر في مباشرتها وإطالة أمد إجراءاتها، وثالثها السلامة المرورية وما يخصها في تفعيل دور المرور وإداراتها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية». ترى، ألم يثبت حديث مدير الأمن العام أن ما نشرته الصحف من مقالات لم يكن من فراغ وإنما هو الحق بعينه وسنه والشاهد على ذلك ما سلف. السطر الأخير: «وشهد شاهد بالحق» [email protected]