أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، أن العلم الشرعي حصن للأمة من الفتن، وأن العلم مادام باقيا في الأرض فالناس في هدى، لافتا إلى أن انتشار الشرك يرجع لقلة العلم والبعد عن أهله. وقال في خطبة الجمعة في المسجد النبوي الشريف أمس «إن عبادة الله وحده هي حكمة الخلق والأمر ولأجلها بعثت الرسل وأنزلت الكتب وبها شرف الخلق وسعادتهم وفلاحهم ونجاتهم ومنازل العباد عند الله عزوجل بحسب منازلهم لقوله تعالى (أكرمكم عند الله أتقاكم). وبين أن طلب عبادة العلم والسعي وراءها طاعة، وأن بذلها قربة، فهي تنير القلوب والبصائر وتقوي الأذهان والضمائر، تؤنس صاحبها في الخلوة وتذكره عند الغفلة، زينة لأهلها وأمان لأصاحبها، وهي حصن الأمة ودرعها. وأفاد بأن أمة الإسلامة أمة علم فكانت أول آية أنزلت في الحث على العلم قول الله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق) والرسالة كلها علم وعمل فالعلم شطرها مستشهدا بقول الله (هو الذي أرسل رسوله بالهدى) أي بالعلم النافع والعمل الصالح. ولفت الى أنه لا شيء أطيب للعبد وأصلح لقلبه من محبة الله سبحانه وتعالى، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم فهو الحكمة التي يؤتيها الله من يشاء من عباده، لقوله عزوجل (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا). وأوضح أن الله سبحانه قد أمتن على آدم عليه السلام وأظهر فضله على الملائكة بالعلم، قال تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) واصطفى الله سبحانه وتعالى بالعلم أنبياءه ورسله ومن شاء من خلقه، فبشرت الملائكة امرأة إبراهيم بإسحاق ويوسف عليه السلام قال تعالى عنه (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما) وقال تعالى عن داوود وسليمان عليهما السلام (وكلا آتينا حكما وعلما). وبين أن العلم أقرب طريق إلى الله عز وجل، فمن سلك طريق العلم وصل إلى الله سبحانه وإلى الجنة من أقرب الطرق وأسهلها، لقوله صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة).