استبعد دبلوماسيون ومحللون وخبراء في الشأن الإيراني ، أن تتراجع إيران عن سياساتها في الشؤون الداخلية في الدول العربية طالما ظلت أذرعها قائمة في الدول العربية كلبنان وسوريا واليمن والبحرين وغيرها . وقال دبلوماسيون تحدثت إليهم «عكاظ»إن إيران تراجعت خطوة للوارء بعد فضيحتها السياسية والدولية بحق السفارة السعودية في طهران ، وبعد نجاح المملكة والدول العربية والإسلامية في فضح جرائمها بمقر القنصلية السعودية . وأضافوا أن إيران لن تتراجع عن تدخلها في الشأن العربي إلا إذا مارست كل الدول العربية عليها ضغوطا كبيرة تفضح سياساتها العدائية في المنطقة بما يؤدي إلى عزلتها الدولية . السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ، أوضح أن إيران لن تتراجع عن التدخل في الشؤون العربية إلا إذا اتخذ العرب موقفا موحدا حاسما تجاه سياستها في المنطقة ورفض أي تدخل سافر في الشأن العربي ، مثل الموقف الذي اتخذته السعودية عندما خرقت إيران كل الأعراف الدولية وانتهكت حرمة قنصليتها وسفارتها في طهران ، ومثل القرار الذي اتخذه وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي ضد خروقات إيران . وأضاف السفير أبو الخير أن الاستمرار في فضح انتهاكات إيران بحق دول المنطقة ودعمها للإرهاب يؤدي إلى عزلتها الدولية بما يجعلها تراجع مواقفها تجاه دول المنطقة . ولفت أبو الخير إلى أن إيران مطالبة بوقف دعم حزب الله الذي كرس الطائفية في لبنان ، كما كرست إيران بجيوبها الطائفية وأشعلت نيران الفتنة في العراق واليمن والبحرين . من جانبه أكد المحلل السياسي والباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية محمد محسن أبو النور ، أن إيران تراجعت عدة خطوات إلى الخلف وهو ما ظهر في بيان المرشد الأعلى وتصريحات وزير الخارجية جواد ظريف على هامش منتدى دافوس . وأضاف أبو النور ل «عكاظ» أن السعودية نجحت بشكل كبير في محاصرة إيران دبلوماسيا وسياسيا في المحافل الدولية بعد وضوح خرق إيران للمواثيق الدولية وتتابع موجات من الإدانات الدولية ، وآخرها إدانة منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعه الطارئ أخيرا . وشدد أبو النور على ضرورة أن تترجم إيران تراجعها باتخاذ سلسلة تطمينات للعالم العربي من شأنها توقف تدخلها في الشؤون العربية ، وهذا لن يحدث في تقديره بمعزل عن ممارسة الضغوط العربية على إيران لتقليص نفوذها في المنطقة . وأضاف الدكتور عبد الوهاب أن الاعتذارات وإعلان التحقيق في حادث حرق السفارة والقنصلية السعودية بطهران لا يكفي لإزالة الأزمةالتي أشعلتها طهران ولابد من أن تتخذ إيران سلوكا واقعيا تؤكدبه توقفها عن تدخلها في الشأن العربي . واستبعد. عبد الوهاب تراجع إيران عن تدخلها في الشأن العربي طالما أن أمريكا تغذي الصراع الإيراني ضد العالم العربي ، وهو ما يتطلب إجماع العالم العربي والإسلامي على رفض تدخل إيران في شأن دول الجوار وممارسة كل الضغوط عليها لوقف تصدير الطائفية والمذهبية لدول المنطقة.