في خطوة مفاجئة، قلب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس، الطاولة السياسية اللبنانية في وجه الفرقاء الأفرقاء، وأعلن في مؤتمر صحفي، دعمه ترشيح خصمه التاريخي رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. واعتبر أن وثيقة التفاهم الموقعة بين الطرفين في يونيو الماضي، تشكل النواة الأساسية في تبني هذا الترشيح وأبرزها الالتزام بالطائف والقرارات الدولية، وأفضل العلاقات مع الدول العربية. ودعا جعجع قوى 14 آذار لتبني هذا الترشيح، وقال: إن ما عزز اقتناعه بهذه الخطوة التطور الإيجابي في العلاقة بين التيار الوطني والقوات اللبنانية، من خلال ورقة إعلان النوايا وما تضمنته من حرص على تنقية الذاكرة والتطلع نحو مستقبل يسوده التعاون السياسي والتنافس الشريف. وشدد عون على ضرورة الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف، احترام أحكام الدستور من دون انتقائية وبعيدا عن الاعتبارات السياسية والتفسيرات الخاطئة، واعتماد المبادئ السيادية في مقاربة المواضيع المرتبطة بالقضايا الإقليمية والدولية. ورأىي أن ورقة إعلان النوايا مع التيار تشكل نواة مهمة لبرنامج رئاسي، واتفقنا على الالتزام بوثيقة الطائف وضرورة ضبط الحدود بالاتجاهين. فيما أعلن العماد عون التزامه بالوثيقة وعدم ممارسة الكيدية مع أحد في حال انتخابه رئيسا للجمهورية. وإن كانت هذه الخطوة تعزز من فرص عون لملء موقع الرئاسة الشاغر منذ 20 شهرا، إلا أن هذا الترشيح لا يضمن وصوله إلى قصر الرئاسة، إذ لا يزال بحاجة إلى دعم مجموعات أخرى في البرلمان اللبناني. ويعتبر تأييد جعجع لترشيح عون مفاجئا خاصة أنهما ينتميان إلى فريقين متنافسين حاليا، وهما اللذان تواجها في معارك عنيفة آواخر الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990). وعقد البرلمان اللبناني 34 جلسة نيابية لانتخاب رئيس للبلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو العام 2014، ولم يتمكن من توفير النصاب القانوني.