لا يرد اسم حي تركيا في أي مجلس بالقطيف، دون أن يكون لمعاناته من طفح الصرف الصحي نصيب الأسد من حديث الحضور، بعد أن استفحلت المشكلة وأرقت السكان، منذ تأسيس المخطط قبل 13 عاما. ولم تجد نفعا مطالبات الأهالي للجهات المعنية بإنهاء المعاناة جذريا، بربط المنازل بشبكة الصرف الصحي بدلا من المسكنات المؤقتة، التي ينتهي مفعولها سريعا. وشكا سعود الهاشم من تدني مستوى الإصحاح البيئي في حي تركيا نتيجة تجمع مياه الصرف الصحي في طرقاته، لافتا إلى أن المشكلة ليست مقتصرة على منطقة محددة بل تشمل جميع الأماكن في الحي. واستغرب الهاشم رفض الصهاريج شفط مياه الصرف دوريا، ما يسهم في تجمعها وتحولها إلى بؤر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، فضلا عن تسببها في إرباك حركة السير. وقال سعيد المنصور: «لو كنت أدرك أن مشكلة الصرف ستتفاقم في حي تركيا وستستعصي على الحل، لما اشتريت مسكنا فيه، قبل نحو سبع سنوات، بعد أن انتشرت المستنقعات في أروقته بكثافة، فأصحاب المنازل لا يملكون القدرة على تغيير الواقع، وعملية الشفط تواجه مشكلة كبرى من قبل الشركة التي لا تؤدي عملها كما يجب، ما يفاقم المشكلة»، متمنيا تدارك الوضع سريعا، وربط بيوتهم بشبكات الصرف الصحي. ورأى محمد العقيل أن عملية الشفط المنفذة على استحياء غير قادرة على تغيير الواقع المأسوي والمياه المتدفقة من «البيارات» باتجاه الشوارع مستمرة، مشددا على أهمية إيجاد الحلول الجذرية القادرة على إنهاء المشكلة بإنشاء شبكة صرف صحي نموذجية، بدلا من الحلول المؤقتة والترقيعية، مبينا أن عمليات الشفط التي تجريها الصهاريج من فترة لأخرى تسهم في اختفاء المياه لفترة وجيزة، ومن ثم تعود المشكلة من جديد. وبين جعفر الأحمد أن الخطابات المتعددة المرفوعة لمديرية المياه لتسريع عملية إنشاء شبكة الصرف الصحي لاتزال تصطدم بالوعود الطويلة، مشيرا الى أن الإجابة التي يحصل عليها الأهالي تتمحور في كون الحي من الأحياء الموضوعة ضمن الأحياء المستهدفة، «لكن تمضي السنون دون أن تترجم تلك الوعود لتصبح واقعا». واتهم الأحمد الجهات المسؤولة بعدم التعامل بجدية مع المشكلة، إذ تعمد لشفط الصرف في حال الاتصال فيما يتم التغاضي عن كثرة المياه في حال لم يتم الاتصال. في المقابل، أوضح المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للمياه بالمنطقة الشرقية عبدالله بن محمد الدوسري أنه جرى أخيرا طرح المرحلة الأولى من مشروع الصرف الصحي في حي المروج والجامعيين في مخطط التركيا بمحافظة القطيف، مشيرا إلى أنه جرى فتح المظاريف في الثاني من صفر 1437، وتستكمل إجراءات الترسية حسب النظام.