جاء موقف الحكومتين الروسية والصينية المستنكر لاقتحام السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد, كبرقية عاجلة لملالي قم, حيث اعتبر محللون أردنيون أن إدانة موسكو وبكين لحرق البعثات السعودية في طهران خطوة إيجابية للغاية حيال تعرية إيران التي عربدت في المنطقة عبر تدخلاتها في شؤون عدد من الدول العربية والخليجية. وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية عودة الخلايلة إن إدانة إيران من قبل روسياوالصين يعد تحولا سياسيا من شأنه أن يدفع بإعادة التفكير في مجمل علاقات موسكو وبكين بإيران رغم عرضهما التدخل والوساطة بين الرياضوطهران. وأكد أن روسياوالصين ومعهما مجلس الأمن الذين أدانوا حرق مقار البعثة الدبلوماسية السعودية والهمجية الإيرانية في التعامل مع البعثات الدبلوماسية يشكل تحولا لافتا في الموقف من طهران حيث بات العالم يدرك وجود مخططات ايرانية تستهدف المنطقة لبسط سلطة إيران إضافة إلى ضرب طهران بقواعد وأصول وقوانين ومواثيق العمل الدبلوماسي الدولي، مشيرا إلى أن الصينوروسيا تأكد لهما اليوم أن دعمهما للموقف الإيراني في القضية السورية يحتاج الى بعض الحذر، فطهران أظهرت للعالم سياستها المتطرفة وتدخلاتها في شؤون الغير الداخلية فيما تتجاهل كل الانتقادات الدولية التي توجه الى مجمل سياساتها في التعامل مع الدول الاخرى وخاصة دول الجوار الإيراني. وقال أستاذ القانون الدولي نقيب المحامين الأردنيين الأسبق صالح العرموطي إدانة موسكووالصين جاءت كاعتراف رسمي بالتدخل الإيراني السافر والخطير في شؤون دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكذلك الدول العربية، دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق، أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بمبادئ الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامى، ما يؤكد إصرارا على إشاعة الخراب والدمار وإثارة الاضطرابات والفتنة الطائفية في المنطقة. وأشار إلى أن موسكو وبكين أحسنتا صنعا بإدانة الاعتداءات الآثمة الجبانة التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد والتي تشكل انتهاكا صارخا لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتجسد نمطًا شديد الخطورة للسياسات الطائفية التي لا يمكن الصمت عليها أو القبول بها وإنما تستوجب وعلى الفور ضرورة التصدي لها بكل قوة ومواجهتها بكل حسم، منعا لحدوث فوضى واسعة وحفاظا على أمن واستقرار المنطقة بكاملها وعدم تعريض مقدرات شعوبها لأي خطر.