في رد فعل قوي وحاسم على تطاولات ملالي طهران وقم، واعتداءات الغوغائيين على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، أعلنت المملكة على لسان وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير البارحة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وطلبت من جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية «السفارة، القنصلية والمكاتب التابعة لهما» مغادرة البلاد خلال 48 ساعة. وأكد الجبير في مؤتمر صحفي في الرياض أن النظام الإيراني يحمل سجلا طويلا في انتهاك حرمة البعثات الدبلوماسية الأجنبية، قائلا إن هذه الاعتداءات المستمرة للبعثات الدبلوماسية تشكل انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية. وتأتي بعد تصريحات نظام إيران العدوانية التي شكلت تحريضا سافرا شجع على الاعتداء على بعثات المملكة. وتعتبر استمرارا لسياسة نظام إيران العدوانية في المنطقة التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها. وتابع قائلا: المملكة وفي ظل هذه الحقائق، تعلن عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وتطلب مغادرة جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية «السفارة، القنصلية والمكاتب التابعة لهما» خلال 48 ساعة. بينما استعرض رئيس الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة بن أحمد نقلي تفاصيل تطورات الأحداث العدوانية التي تعرضت لها كل من سفارة المملكة في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، مبينا أن تسلسل الأحداث والاعتداءات جاء على النحو التالي: - تلقت السفارة في طهران صباح أمس الأول عدة اتصالات هاتفية بتهديد منسوبيها بالقتل. - في تمام الساعة (2:20) ظهر نفس اليوم بدأ توافد الحشود أمام السفارة، وتحرك القائم بأعمال السفارة فورا بالاتصال بالخارجية الإيرانية لإحاطتها بذلك، ومطالبتها بتأمين الحماية للسفارة إلا أنه لم يجد أي تجاوب. - عند نحو الساعة (9:30) مساء، احتشدت جموع أخرى من المتجمهرين، وقامت بقذف السفارة بعبوات حارقة ورشقها بالحجارة. - في نحو الساعة الثانية من فجر أمس لوحظ أنه تم استبدال الحشود الأولى بحشود جديدة حلت مكانها، حيث قام اثنان منهم باقتحام السفارة، وإحراق أجزاء من المبنى. - قرابة الثانية والنصف فجرا بتوقيت طهران اقتحم المحتشدون مبنى السفارة. - حاول القائم بالأعمال بالنيابة الحصول على حماية لزيارة مقر السفارة لتفقده، إلا أنه لم يمكن من ذلك إلا بعد عصر أمس، حيث وجد أن المبنى طاله الخراب والدمار، ونهب وسرقة ما به من أجهزة وأثاث. - في نحو الساعة (3:30) فجرا تم قطع التيار الكهربائي عن الحي الذي تقع به مساكن موظفي السفارة ولمدة ساعة. - في الساعة (11) صباح أمس اقتحمت سيارة أجرة وبشكل مباشر بوابة الحاجز الأمني للقنصلية، في محاولة لاقتحام بوابة القنصلية الداخلية، دون أن تمنعها السلطات الإيرانية من ذلك. - في نحو الساعة (4:30) مساء تجمعت حشود أمام مبنى القنصلية تقدر بنحو أكثر من ألفي شخص، وقاموا برشق المبنى بالحجارة والعبوات النارية الحارقة، وحاولت مجموعة منهم اقتحام المبنى، ولم تقم السلطات الإيرانية بأي جهد لمنع مثل هذه الأعمال الإجرامية. وبناء على هذه الاعتداءات فقد قامت المملكة باتخاذ الإجراءات التالية: - أولا: تم استدعاء السفير الإيراني لدى المملكة مساء أمس الأول في مقر وزارة الخارجية، وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، حملت فيها النظام الإيراني مسؤولية هذه الاعتداءات بكاملها. - ثانيا: قامت المملكة بإحاطة مجلس الأمن الدولي بهذه الاعتداءات، إلى جانب إحاطة كل من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وطالبت مجلس الأمن الدولي بضمان حماية البعثات الدبلوماسية ومنسوبيها. - ثالثا: تم التواصل مع جميع الدول التي للمملكة علاقات بها لتوضيح التصريحات العدوانية الصادرة عن الحكومة الإيرانية التي أدت إلى التحريض بانتهاك حرمة السفارة السعودية في طهران والقنصلية العامة في مشهد. - رابعا: تم اتخاذ إجراءات الطوارئ لمثل هذه الحالات، والعمل على إجلاء عوائل منسوبي البعثة من النساء والأطفال البالغ عددهم 47 فردا، وكان من المفترض أن يغادروا على رحلة طيران الإمارات التي تقلع الساعة (7:20) مساء أمس بتوقيت طهران، إلا أن السلطات الإيرانية أعاقت مغادرتهم، وتمت مغادرتهم على رحلة الساعة العاشرة مساء نفس اليوم بتوقيت طهران.