يحرص سالم السعيد على الخروج من منزله إلى مقر عمله الواقع غرب الرياض مبكرا، وقبل موعد دوامه بنحو ساعة على الأقل، على الرغم من أن المسافة التي يقطعها لا تزيد على 7 كلم، حتى يتفادى تداعيات الزحام والاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة، خصوصا أوقات الذروة. وقال السعيد: «كل شيء في الرياض يعجبني، سوى الازدحام الذي تعانيه طرقها، فتلك معاناة تتضاعف يوما بعد آخر، في ظل الكثافة السكانية التي تشهدها المدينة»، مشيرا إلى أنه يضطر إلى الخروج لقضاء احتياجاته قبل وقت كاف، حتى يتجاوز أي معوقات في الطريق ويصل إلى هدفه في الموعد المحدد. ويتفادى السعيد السير على الجسر المعلق الذي يخدم أحياء غرب الرياض، ومنها العريجاء الغربي وظهرة البديعة والشفاء ونمار، لضيق مدخله وكثافة العابرين عليه، مبينا أن سائق المركبة قبل التوجه إلى الجسر يكون في خط سريع بأربعة مسارات، إلا أنه بمجرد الدخول إلى الجسر تصبح المسارات ثلاثة، لتتوقف السيارات في بدايته، وتتجمع وراءها أخرى، ما يزيد من الاختناقات المرورية. واقترح السعيد البحث عن بدائل تساعد على تخفيف الزحام، كإنشاء جسر مواز وهو ما يسمح بتقليل أعداد المركبات على الجسر، إضافة إلى زيادة تواجد رجال المرور لمباشرة الحوادث سريعا. ويعيش بدر سياري المعاناة ذاتها، إذ أفاد أن العابرين على طرق الملك فهد والدائري الجنوبي والشرقي وخريص لا يجدون خيارات متعددة للوصول إلى أعمالهم ومراجعاتهم ومواعيدهم، ودائما ما يقعون ضحايا للاختناقات المرورية، ما يتسبب في استنفاد كثير من الوقت، وغالبا ما تفوتهم المواعيد. ورأى سياري أن العاصمة تكاد تختنق بالازدحام طوال اليوم وكأنها «تتنفس برئة واحدة»، وربما تضاهي مكسيكو أو ريو دي جانيرو في كثافة العابرين على الطرقات، محذرا من أن كثيرا من السائقين يحاولون تزجية الوقت خلال انتظارهم في الازدحام باستخدام جوالاتهم. وانتقد محمد القحطاني عدم وجود حلول تسهم في فك الاختناقات، موضحا أنهم كانوا يعولون كثيرا على الجسر المعلق في ربط شمال الرياض بجنوبه عبر الدائري الغربي وفك الاختناقات، إلا أنه يعاني من ضيق المدخل سواء للقادم من الجنوب أو من الشمال.