جسد عامل النظافة البنغالي محمد نموذجا للمثالية والكفاح طيلة أدائه مهمته بتفان وإخلاص في بلدة المنصورة شرق الأحساء، على مدى 15 عاما، وحقق من خلال عمله البسيط، طموحاته بتخرج ابنه وابنته طبيبين متميزين، بينما يوشك ابنه الثالث على تخطي سنة الامتياز من الكلية ذاتها، ليلتحق بشقيقيه في علاج المرضى وتضميد جراحهم. وقال محمد: «حينما خرجت من بلادي لأعمل في شركة النظافة قبل 15 عاما، كنت واضعا نصب عيني، أن أعلم أبنائي أفضل تعليم، وعلى الرغم من صعوبة المهمة، وراتبي الزهيد، إلا أن توفيق الله، ثم إرادتي وإصراري، كانوا المحفز لي للمضي في تحقيق هدفي»، مشيرا إلى أن الإخلاص والتفاني في أداء العمل، يجعل الراتب مباركا حتى لو كان زهيدا. وأضاف: «حرصت طيلة فترة عملي في بلدة المنصورة على أداء ما هو مطلوب مني على أكمل وجه، دون تقاعس، ما أكسبني محبة الأهالي، الذين لم أجد منهم إلا كل تقدير واحترام وعطف»، مشيرا إلى أنه لم يزر بلاده طيلة عقد ونصف العقد سوى مرتين فقط، حتى يتمكن من تأمين حياة كريمة لأسرته. ورفض محمد الانتقال للخدمة في بلدة أخرى حينما أراد مديره نقله، لارتباطه الوثيق بالمنصورة وأهاليها الطيبين -على حد قوله- مبينا أن همه حاليا أن يتخرج ابنه الثالث من كلية الطب، وبعدها سيقتنع أنه أدى رسالته في الحياة على الوجه الأكمل. وكان عدد من أهالي المنصورة نظموا حفل تكريم لعامل النظافة محمد البنغالي قبل صلاة الجمعة (أول من أمس) نظير تفانيه في خدمة البلدة طيلة 15 عاما، مشيدين بأخلاقه الراقية والتزامه الديني، مؤكدين أنهم من النادر أن يروه في فترة راحة. ولم يتمكن العامل محمد من حبس دموعه متأثرا باحتفاء الأهالي به، إذ كان يسير بخطوات متثاقلة داخل المسجد باتجاه الإمام الذي كرمه نيابة عن أهالي المنصورة ببعض الهدايا التذكارية ومبلغ مالي.