ربما كنا بحاجة إلى انتظار نتائج التحقيقات لنعرف المسؤول عن كارثة حريق مستشفى جازان العام، لكنني لا أحتاج أن أنتظر نتائج أي تحقيق كي أعرف أن كارثة كهذه لم تكن لتقع لولا عجز وسائل الإطفاء الآلي، وفشل خطط الإخلاء السريع! نحن أمام مصيبتين كلاهما عظيمتان، فإما أن المستشفى لا يحتوي على نظام إطفاء حرائق آلي، أو أنها لم تعمل بالشكل الفاعل المطلوب، وفي كلتا الحالتين نحن أمام علامة استفهام كبرى تحيط بالتزام المرافق العامة خاصة الصحية والتعليمة بوسائل وإجراءات وتدريبات خطط الإخلاء في حالات الطوارئ وعند وقوع الكوارث، وفاعلية إشراف ورقابة الدفاع المدني لمعايير الالتزام والتطبيق! ولا يهمني الآن كم مسؤول ستتم إقالته أو معاقبته، فاستقالة أو معاقبة جميع موظفي وزارة الصحة أو الدفاع المدني من الوزير حتى أصغر موظف لن تعيد الحياة لأي من ضحايا الكارثة، ولن تجبر مصاب أي من ذويهم أو تداوي جراح وحروق المصابين، لكن يهمني أن أعرف كيف ولماذا وقع مثل هذا الحادث، وما الذي يضمن عدم تكرار وقوعه مستقبلا في أي مرفق صحي آخر؟! فإجراء مراجعة شاملة مطلب ملح شريطة أن تكون نتائجها واقعا للإصلاح لا مجرد ردة فعل، فكم هو مؤلم أن يتحول ملاذ الحياة إلى مصيدة موت!