دعا خبراء محليون وعرب إلى تدريب القطاعات العسكرية على مهارات طب الطوارئ للمساعدة في حال حدوث كوارث، وتدريس تخصص طب الكوارث في كليات الطب. وطالبوا بإجراء مزيد من البحوث من أجل سد الفجوة الحاصلة في التعليم والتدريب في هذا المجال، ووضع استراتيجية لمواجهة الكوارث، وتوفير الإمكانات والدعم المالي لتمويل البرامج والمشاريع التي تتضمنها الخطط الوقائية وخطط المواجهة. وقال الفريق عباس المحمود من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية خلال المؤتمر الدولي لطب الكوارث الذي افتتح في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض أمس: «طب الكوارث لا يمكن استيراده، ونحتاج إلى تدريب القطاعات العسكرية على طب الطوارئ لأنهم يصلون إلى منطقة الكارثة أولاً ويقومون بعمليات الإخلاء وفرز المصابين لذلك هم بحاجة إلى معرفة الطريقة الصحيحة». وأكد في ورقة عمل بعنوان: «طب الكوارث والخدمات الصحية المقدمة»، أهمية تدريس طب الكوارث، ووضع خطط لقيادة مشتركة تعمل في مكان الكارثة بالتنسيق مع الدفاع المدني، وتستطيع فرز المصابين وتحديد نوعية الإصابة وتحديد المستشفيات. ودعت الدكتورة نداء بجو من كلية الملك فهد الأمنية في ورقة عمل بعنوان: «تطوير طرق تدريب وتعليم المستجيبين للكوارث باستخدام البرنامج السعودي» إلى إجراء مزيد من البحوث من أجل سد الفجوة الحاصلة في التعليم والتدريب في حالات الكوارث، مشددة على أهمية وضع استراتيجية مناسبة لزيادة الوعي وقت الكوارث من خلال تعديل وتطوير الخطة السعودية الجماعية في الكوارث لتكون مناسبة للكادر الطبي داخل المستشفيات وغرف الطوارئ والعناية المركزة. وتحدثت عن ضرورة تدريس طب الكوارث في كليات الطب وتدريب الموظفين لبناء القدرات والتطوير، وتهيئة متطوعين وتدريبهم على عمليات الفرز وتخفيف العبء عن الكادر الطبي أثناء الأزمات. وذكر رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالعزيز الغامدي أن المتابع للكوارث بكل أنواعها التي شهدها ويشهدها العالم اليوم يدرك فداحة وخطورة الكارثة وطنياً وإقليمياً ودولياً، والآثار السلبية التي تخلفها تلك الكوارث (سواء الطبيعية أو البشرية) أمنياً واجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، لذلك فإن طب الكوارث الحديث نسبياً يهم العاملين في الخدمات الصحية ذات العلاقة عند وقوع الكوارث كما يهم رجال الأمن والعاملين في مجال الدفاع المدني والحماية المدنية، لافتاً إلى أن تطور الحياة المعاصرة وتطور التقنيات الحديثة يجعل هذا الأمر بحاجة إلى وقفة تأملية لإتقان فن طب الكوارث بما يشمل جميع التخصصات ذات العلاقة كما أنه أحد الوسائل الرئيسية لمعالجة نتائج الكوارث وآثارها. وأوضح المدير العام للخدمات الإسعافية في هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور موفق البيوك أن السعودية تحتل المرتبة الثامنة عالمياً في خدمات طب الكوارث، إذ وصل عدد التبرعات التي قدمتها إلى 35 بليون دولار حتى الآن بحسب البنك الدولي. وقال خلال ورقة عمل بعنوان: «العناية بالمصابين أثناء النقل للمستشفيات»: «السعودية سخرت جميع إمكاناتها لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية والمصطنعة التي تضرر بها المصابون سواء بنقلهم إلى داخل المملكة أو توفير عيادات طبية متنقلة أو دعمهم بالمستلزمات الطبية، باستثناء الهند التي رفضت المساعدات». ولفت إلى أن الجانب النفسي جداً مهم في خطط طب الكوارث، كما أن للإعلام دوراً كبيراً في إظهار هذا الجانب. وطالب العميد ثامر المجالي من «الدفاع المدني» في الأردن في ورقة عمل بعنوان: «طب الكوارث والخدمات الصحية في المؤسسات الإصلاحية»، بوضع خطط لمواجهة الكوارث بما يضمن حماية الجميع، إضافة إلى توفير الإمكانات والدعم المالي لتمويل البرامج والمشاريع التي تتضمنها الخطط الوقائية وخطط المواجهة، منوهاً إلى أهمية تدريب العاملين في المؤسسات الإصلاحية على مهارات طب الكوارث للتدخل في حال وقوع إصابات بأعداد كبيرة. وتابع: «تكمن الإدارة المسؤولة في التعامل مع المشكلات الصحية أثناء الكوارث من خلال تشكيل منظمة توفر العناية الطبية والصحية المناسبة بالإصابات قبل الوصول إلى المستشفى، وتقديم الخدمات الاستشارية والنفسية للأشخاص المتضررين جراء الكارثة. وقال اللواء في الدفاع المدني الدكتور مساعد اللحياني في ورقة عمل بعنوان: «طب الكوارث في نظام الإسلام»: «نحتاج إلى إعطاء المزيد من البحث والدراسة لطب الكوارث في المراجع العربية والأجنبية، وإيضاح الجهود السابقة للأطباء والطبيبات في مجالات مختلفة، وتوسيع مساحة القبول في كليات الطب في تخصص طب الكوارث، وتوعية الناشئة بأهمية الاستجابة عند حدوث كارثة. ويشارك نحو 200 خبير من 14 دولة عربية في المؤتمر الدولي لطب الكوارث الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع المنظمة الدولية للحماية المدنية والإدارة العامة للدفاع المدني في السعودية وهيئة الهلال الأحمر السعودي.