اتهم مدير فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بجدة الدكتور حسين الشريف، مجلس الشورى بالتقاعس عن ممارسة دوره الرقابي في مساءلة المسئولين عن كارثة حريق المجمع التعليمي بمدرسة براعم الوطن الأهلية بجدة أوائل الأسبوع الماضي. وقال: "تأكد لدينا من خلال وسائل الرصد ومن خلال الفريق النسائي المشكل من الجمعية لزيارة الضحايا وجود خلل، وضعف إجراءات الأمن والسلامة بالمدرسة، وتدني مستوى الدفاع المدني في القيام بدوره، وتنفيذ جهود الإنقاذ في المدرسة المنكوبة من خلال متطوعين". وأضاف الشريف "إن طالبات المدرسة لم يحصلن على أي تدريبٍ حول خطط الإخلاء في أثناء الحريق، وأنهن تدرّبن فقط على طريقة التعامل مع السيول". وأوضح الشريف وجود مدارس كثيرة لا ترقى لأن تصبح منشأة تعليمية، واصفاً إياها بالأقفاص الحديدية. وطالب الشريف بمحاسبة كل المسئولين عن الكارثة، مشيراً إلى أن جمعية حقوق الإنسان طالبت عبر مخاطبات رسمية بالانضمام إلى اللجنة المشكلة للتحقيق، لكن جُوبه طلبها بالرفض. جاء كلام الشريف في أثناء مداخلة له ظهر، أمس الجمعة، في برنامج "البيان التالي" الذي يقدّمه الزميل الإعلامي الدكتور عبد العزيز قاسم، وتبثه قناة دليل الفضائية. من جانبه، شنّ ضيف البرنامج من الرياض الأكاديمي وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبد الله الطويرقي، هجوماً على وزارة التربية والتعليم. وقال الطويرقي: "الجميع في حادثة جدة هم ضحايا لوزارة التربية والفكر التعليمي المتخلف الذي تطبقه، ولا يليق بمكانة المملكة أو حجم زيادتها السكانية". وأضاف الطويرقي "الوزارة لم تقدم أي نتائج تُذكر منذ أربعين سنة سوى جهودٍ متواضعة في مكافحة الأمية". واعتبر الطويرقي أن البيئة التعليمية الحالية غير ملائمة تماماً، وأنها مختزلة في المناهج التعليمية، والمدارس ليست أكثر من ملجأ". وناشد الطويرقي، سمو ولي العهد، بتشكيل هيئة وطنية تضم خبراء من خارج وزارة التربية لرسم خريطة طريق للتعليم في المملكة، ورفع يد التربية عن التعليم وقصر دورها على تصريف الأعمال كصرف مستحقات ورواتب الموظفين. ووصف أداء وزارة التربية والتعليم كمن يحرث في البحر، وحول مسئولية الدفاع المدني قال: "لا يُحاسب الدفاع المدني عن كارثة تسبّب فيها البيروقراطيون على الأوراق، القضية هي قضية الفكر التعليمي الذي سمح بوجود مدارس كالأقفاص الحديدية وأعطى الفرصة لقيام المدارس الأهلية كمشاريع استثمارية تثري على حساب البلد، والدفاع المدني غير مسئول وقد أعيق عن أداء دوره بسبب عيوب تصميم المبني وتجمهر المواطنين". وحول تبرير تقاعس مجلس الشورى عن القيام بدوره الرقابي في الكارثة بافتقاده الصلاحيات التي تمكنه من ذلك، كشف الطويرقي عن تمتع مجلس الشورى بدور تشريعي ودور رقابي. وانتقد عدم تفعيل المجلس لدوره الرقابي قائلاً: "ليس من المُفترض أن ينتظر المجلس حتى تأتيه التقارير، وكان من الواجب عليه الاقتراب من مشكلات المواطنين ورفع تقارير إلى ولي الأمر". من جهته، أنحى ضيف البرنامج من جدة الأكاديمي الدكتور سعد عطية الغامدي، بمسئولية وقوع الحريق على كلٍّ من إمارة مكة المكرّمة، والدفاع المدني، والإدارة التعليمية التي تتبعها المدرسة، والهلال الأحمر، نظير تأخرها في إسعاف المصابات من الطالبات. وحول توقعاته عن إجراء محاسبة جادة للمسئولين، قال "لا أتوقع أن تكون هناك محاسبة أو إقالات للمسئولين"، مضيفاً أن دول العالم الثالث لا تعرف المساءلة أو المحاسبة عند وقوع كوارث من هذا النوع. وطالب بأن تكون هناك معايير واضحة في تقييم ما حدث وفي محاسبة المسئولين، وبالتنسيق بين الدفاع المدني ووزارة التربية والتعليم لتدريب المتعلمات والمدرسات على طرق التعامل مع الحرائق وخطط الإخلاء. وأعرب 83 في المئة من المصوّتين على استفتاء البرنامج عن اعتقادهم بعدم اتخاذ أي إجراءات تؤدي إلى محاسبة المسئولين عن الحادث، فيما عبّر17 في المئة منهم عن ثقتهم بوجود إمكانية لمحاسبة المسئولين الذين يثبت تورطهم.