كشف السفير العراقي في الرياض الدكتور رشدي العاني ل«عكاظ»، أنه سيتم افتتاح منفذي الجحيمة وجديدة عرعر بين المملكة والعراق، وإطلاق سراح عشرة سجناء سعوديين قريبا بمناسبة إعاد افتتاح سفارة المملكة في بغداد. ووصف في حوار ل «عكاظ» إعادة افتتاح السفارة السعودية بالخطوة العظيمة التي جاءت بعد ما يقرب من ربع قرن، منوها في هذا الصدد بالدور الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في لم الشمل العربي ومواجهة الإرهاب. ولفت السفير العاني إلى أن الجانب العراقي تواصل كثيرا من أجل الإسراع في إعادة فتح السفارة، وفي هذا السياق جاء اللقاء الذي جمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس العراقي معصوم، والذي دشن لعودة المياه إلى مجاريها الطبيعية، وقال إن هناك آفقا كثيرة للتعاون والعمل معا لمحاربة الإرهاب الذي أصبح هاجس الدول والسرطان الذي يخشاه الجميع. وأضاف إن الطاقم الأساسي للسفارة السعودية وصل إلى بغداد، وإن الخارجية العراقية تقوم بتذليل مختلف الصعوبات التي تواجه عمله، لافتا إلى أنه التقى السفير السعودي في العراق ثامر السبهان، وأن هناك خططا وبرامج سنتعاون على تنفيذها لتطوير العلاقات بين البلدين. وأكد أن الأيام المقبلة ستحمل خيرا كثيرا للبلدين، فالعراق ينظر إلى المملكة وما لديها من إمكانات كبيرة لإعادة الإعمار والوقوف مع العراق في محنته، كما أن هناك مصالح وتحديات مشتركة تدفع الطرفين للعمل والنجاح. وأفاد السفير العاني بأنه لو لم يكن هناك توافق في الرؤى والتوجهات لما رأينا إعادة افتتاح للسفارة بهذا الحجم، إذ إن سفارة المملكة واحدة من أكبر السفارات تمثيلا في بغداد، ما يظهر اهتمامها بالوضع العراقي، لافتا إلى أنه لا خطوط حمراء بين العراق والمملكة بقدر ما هنالك رغبة لتفعيل كل ما يمكن تفعيله. وحول ما إذا كانت عودة السفارة ستعجل بإعادة افتتاح المنافذ البرية بين البلدين، أجاب العاني بأنه سيكون هناك افتتاح لمنفذي جديدة عرعر والجحيمة لانسياب حركة المسافرين والبضائع بين البلدين قريبا. وفيما يتعلق بالأصوات النشاز التي تسعى للتشويش على هذه الخطوة، شدد على أن السفارة في مأمن بنسبة 100% من أي اعتداءات، وأن هذه الأصوات الشاذة لا تمثل إلا نفسها وليس لها أي تأثير. وردا على سؤال بشأن احتمالات حلحلة ملف المعتقلين السعوديين في العراق خلال الأيام المقبلة، أوضح أنه يوجد 70 سعوديا معتقلا في العراق حاليا، وأن الحكومة سوف تقوم بإطلاق سراح عشرة منهم بمناسبة إعادة افتتاح السفارة السعودية. وتابع قائلا «أعتقد أنه لا توجد ملفات ساحنة بين العراق والمملكة باستثناء هذا الملف، الذي سيكون من أولويات العمل بعد استئناف نشاط السفارة، وستكون هناك شفافية في تبادل المعلومات». وحول رؤية العراق لدور المملكة وجهودها في محاربة الإرهاب، أكد أن دور المملكة كبير في محاربة هذه الظاهرة، ولعل الإعلان مؤخرا عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمواجهة الإرهاب يؤكدا هذا التوجه، والعراق بارك هذه الخطوة. وفي ما يتعلق بجهود مواجهة الميليشيات التي تحمل السلاح خاصة أنها تمثل خطرا كبيرا على الأمن، شدد على أن الحكومة العراقية تسعى إلى أن يكون السلاح فقط في يد الحكومة، إلا أنه بعد خروج القوات الأمريكية دخل العراق في دوامة، وأصبح الوضع الأمني يواجه مشكلات كبيرة نتيجة عدم السيطرة على الحدود والفراغ الأمني، ونحن الآن في صدد إعادة الأمور إلى نصابها، وأن لا يكون هناك مكان في العراق لكل ما هو خارج منظومة الجيش. وحول الخطوات الاقتصادية المتوقعة خلال الفترة المقبلة، قال السفير العراقي: نحن نطمح أن نرى شركات المملكة تأخذ دورها في العراق، لمعرفتنا بما تملكه من قدرات مميزة على إدارة المشاريع الاستثمارية، ولدينا في العراق نظام استثماري مرن ومشجع وبه العديد من الإعفاءات التي يمكن أن تمثل عامل جذب للمستثمرين، ونسعى لتكون حصة الاستثمار السعودي جيدة في العراق، وهناك حاليا عشرات الشاحنات تعبر للعراق عبر الكويت، وبعد فتح المنفذين سيكون هناك تبادل تجاري مباشر.