بين المد والجزر، يتوارى مشروع مطار القنفذة، معلنا تعثره عاما بعد عام، وكأن ساحل القنفذة التهمة على أرض الواقع، ليبقى مجرد «طائرة ورقية» هي الوحيدة المخول لها بالطيران، وتتعلق بها أفئدة 300 ألف نسمة. لكن الغريب أن «الطائرة الورقية» ليست خيالا أو شبحا بل مشروع اعتمدت له المخصصات المالية لينزل على أرض الواقع، لكن الطيران المدني -حسب الأهالي- ظل يسحبها عاما، ويطلق لها العنان عاما آخر، دون أن يوفر لها موقعا على أرض الواقع. ويظل مشهد قوافل الأهالي، مؤلما وداميا، وهي تجوب المسافات البعيدة في رحلات برية، قاطعين 400 كم وصولا إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة، الأقرب، للانطلاق إلى أي وجهة خارجية أو داخلية. وبالرغم من الأهمية التي تشكلها محافظة القنفذة، باعتبارها ثالث أكبر محافظات منطقة مكةالمكرمة، بعد جدة والطائف، إلا أن مشروع المطار المتعثر منذ 5 سنوات، يشكل أبرز المعاناة التي طال أمدها، لنحو 300 ألف نسمة. والغريب أن مطار القنفذة اعتمدت مخصصاته المالية من ميزانية العام المالي 1432 - 1433، لكنه تحول إلى سراب، مع أنه في حال إقراره سيخدم مدن ومراكز وقرى الساحل الممتدة من أقصى محافظة الليث وحتى محافظة البرك التابعة لمنطقة عسير على امتداد الطريق الساحلي، ويخفف كثيرا من نزف الدماء اليومي على طريق الجنوب الذي أطلق عليه (طريق الموت) نسبة إلى الحوادث المرورية المتكررة عليه، كما سيكون له الأثر الأكبر في إنعاش المنطقة اقتصادياً. ومع أن أهالي القنفذة يحلمون بجامعة ومشاريع صرف صحي، وحدائق وسفلتة وإنارة ومشاريع صحية، لكن هاجس المطار يسيطر على كل الأحلام. وينتظر أهالي القنفذة ومنهم محمد الأحمري وأحمد الناشري، وصول الأمير خالد الفيصل، بفارغ الصبر، لإحياء المد لمشروع المطار، خاصة أن متاعب كبار السن والمرضى متواصلة في قطع مئات الكيلومترات للمراجعات الحكومية أو الزيارات العائلية. ويؤكدان «ضقنا ذرعا بوعود الطيران المدني والجهات المختصة، والأمل يحدونا اليوم بزيارة سموه، ليعيد لنا الأمل المفقود، خاصة أنه سبق وتم توفير الأرض». ولازال حلم الجامعة يراود الأهالي، على أمل إنشاء جامعة للقنفذة تضم كافة التخصصات، لأنها حسبما يقول صاحب المقعدي ومحمد الشوحطي «تساعد على توفير الخريجين المناسبين لسوق العمل، مما يفيد في نهضة وتنمية المحافظة الموعودة بالتنمية». ومع هاجس المشاريع الصحية المتعثرة هي الأخرى، ينظر محمد الموري، بألم إلى غياب مستشفى النساء والولادة والأطفال 200 سرير والمستشفى المرجعي 500 سرير. ويعتقد منسي الراشدي أن القنفذة لازالت بعيدة عن واقع التنمية، حيث «تغيب السفلتة في الشوارع الداخلية ومنها الطريق الواصل من شارع الأربعين من الشمال إلى مجمع المدارس، والمشروع يسير ببطء». واكتفى عبدالله الشطيري، بالتأكيد على أهمية الاهتمام بالمراكز التابعة للمحافظة من حيث الانارة والحدائق.