لم تحط في القنفذة طائرة، ولم تقلع منها طائرة كذلك، حط في القنفذة مطار، ثم أقلع منها ذلك المطار، حط ذات تطلع وأمل ووعود، ثم ما لبث أن طوى مدرجه ومكاتبه وطائراته ورحل تاركا في قلوب ما يقارب أربعمائة ألف مواطن كانوا ينتظرونه حفنة من غبار، وبعض الأسى، وأسئلة لا تجد جوابا. لم يكن أهالي القنفذة يحلمون بالمطار، لم يكن المطار تجسيدا لأوهام حملتها إليهم مشاق الطريق الذي يربط بينهم وبين أقرب مطار لهم، كان المطار أمرا واقعا أكده الأمير فهد بن عبد الله رئيس هيئة الطيران المدني، حين نشرت «عكاظ» إجابة سموه على سؤال محررها، والتي أكد فيها أن «الدراسات جارية لتنفيذ مطار القنفذة»، وفي أعقاب زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قبل خمسة أشهر للقنفذة، أكد محافظها للأهالي أن مشروع مطار القنفذة الاقتصادي موضع اهتمام سمو الأمير، وأن ميزانية المشروع قد تم اعتمادها. لم يكن مطار القنفذة أضغاث أحلام راودت أهالي القنفذة، فقد تم تحديده أولا في منطقة جبل مرشد جنوب شرقي القنفذة، وحين تحفظت الأرصاد على صلاحية الموقع، تم تحديد موقعه الجديد بمحاذاة مركز أبو النور على مسافة 8 كيلو شمالي القنفذة، وقد تحدث رئيس بلدية المظيلف عن هذا الموقع الجديد، مشيرا إلى أن لجنة مكونة من: أمانة جدة وبلدية القنفذة والمظيلف والدفاع المدني بالقنفذة وهيئة الأرصاد وإمارة مكة وشرطة القنفذة قد وقفت على الموقع الجديد لمطار القنفذة الاقتصادي، واتفقت على صلاحية الموقع. أهالي القنفذة الأربعمائة ألف مواطن ومواطنة، الذين اعتادوا كلما مروا بجوار الموقع أن يلتفتوا لعلهم يرون حجرا يبنى في موقع المطار ويحلمون بطائرة تهبط فيه قريبا، استيقظوا ذات صباح على خبر مقتضب يؤكد إلغاء المطار؛ لأن القنفذة ليست بحاجة لمطار. طار المطار، وطارت معه أحلام وآمال المواطنين، كما طارت معه وعود المسؤولين كذلك، وبقي السؤال الحائر: كيف تم إقرار المطار، واعتمدت ميزانيته، وحدد موقعه إذا كانت المنطقة ليست بحاجة لمطار؟ للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة [email protected]