تصاعد التوتر على امتداد الحدود اللبنانية الإسرائيلية أمس، ما ينبؤ باحتمالات المزيد من التدهور، في أعقاب مقتل القيادي في حزب الله سمير القنطار في غارة جوية إسرائيلية على دمشق أمس الأول. وكان الجيش الإسرائيلي قال أمس: إن ثلاثة صواريخ أطلقت من جنوبلبنان سقطت في أرض فضاء شمال إسرائيل دون حدوث أضرار أو إصابات. أعلن حزب الله في بيان أمس مقتل الأسير اللبناني السابق في إسرائيل سمير القنطار في غارات شنتها طائرات إسرائيلية على مدينة جرمانا، جنوب شرق دمشق. وأفاد بأن طائرات إسرائيلية أغارت على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين. ونعى بسام القنطار، شقيقه سمير، في تغريدة على موقع تويتر. وخيمت أجواء الحنق في الضاحية الجنوبية في بيروت والتي تعتبر معقل حزب الله، فيما أشارت المصادر إلى أن حالة من الذهول انتشرت في أوساط الأروقة الأمنية داخل نظام الأسد. ونشرت قناة المنار التابعة لحزب الله مشاهد فيديو تظهر المبنى الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية وهو شبه مدمر وقد انهارت جدرانه. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، شغل القنطار منصب رئيس حزب الله في الجولان، الذي أسسه حزب الله منذ نحو عامين لشن عمليات في منطقة الجولان، مشيرا إلى أن «الطيران الإسرائيلي استهدف القنطار في أوقات سابقة ولمرات عدة داخل الأراضي السورية من دون أن يتمكن من قتله». وأشار المرصد إلى مقتل قيادي آخر مع القنطار وهو مساعده في المجموعة ذاتها ويدعى فرحان الشعلان. وأدرجت الولاياتالمتحدة في 8 سبتمبر القنطار وثلاثة من قادة حركة حماس على لائحتها السوداء «للإرهابين الدوليين». واستهدف القنطار قبل عام ونصف العام خلال غارة إسرائيلية على القنيطرة بالجولان المحتل، لكنها قتلت مساعده جهاد عماد مغنية، إلى جانب أحد القياديين بالحزب. وانتمى القنطار لحزب الله بعد أن شمله الحزب في صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل عام 2008، وتولى منذ ذلك الحين مهام قيادية بالحزب كان من بينها العمل في المناطق الدرزية بفلسطين 1948 وفي سوريا. وقضى القنطار ثلاثين عاما في السجون الإسرائيلية بعد اعتقاله عام 1979 من قبل قوات الاحتلال غداة تنفيذه عملية عسكرية وتسلله من لبنان إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان يومها ينتمي إلى جبهة التحرير الفلسطينية.